ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[24 Dec 2010, 11:13 م]ـ
كثر الكلام بأن جمهور السلف لا يقولون بالتوقيف. وقد طلبنا نصوصاً منقوله عن الصحابة أو التابعين، فأين هي؟
أبو عمرو الداني من علماء القرن الخامس الهجري، وكتابه المقنع دراسة في رسم مصاحف عثمان وما بينها من اتفاق واختلاف. ولم يتعرض لمسألة التوقيف وما أورده الأخ عصام من نقل عن الداني هو مقدمة ترد فيها كلمة مصطلح في سياق يصعب فيه الزعم أنه بالمعنى المختلف فيه هنا. وها أنا أنقل لك أخ عصام من المقنع:
يقول الداني:" وسئل مالك رحمه الله: هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء؟ فقال: لا إلا على الكتبة الأولى"، ثم يقول عن نفسه:" قال أبو عمرو ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة" انتهى.
والسؤال المتكرر: كيف أجمعت الأمة على عدم جواز مخالفة الرسم الأول؟! ولا شك أن موقفهم هذا يشير إلى حكم شرعي.
وتدبر قوله في تعليل اختلاف رسوم المصاحف:" ... وثبت عنده _ يقصد عثمان رضي الله عنه _ أن هذه الحروف من عند الله عز وجل كذلك منزلة ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة. وعلم أن جمعها في مصحف واحد على تلك الحال غير متمكن إلا بإعادة الكلمة مرتين، في رسم ذلك كذلك من التخليط والتغيير للمرسوم ما لا خفاء به، ففرقها في المصاحف، لذلك فجاءت مثبة في بعضها ومحذوفة في بعضها لكي تحفظها الأمة كما نزلت من عند الله عز وجل وعلى ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سبب اختلاف مرسومها في مصاحف أهل الأمصار" انتهى
ثم انظر إليه وهو يرفض النقط باللون الأسود حتى لا يلتبس الرسم الأصلي بالإضافات على الرغم من أنها إضافات تُجلّي النص:" قال أبو عمرو: ولا أستجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم، وقد وردت الكراهة بذلك عن عبد الله بن مسعود وعن غيره من علماء الأمة".انتهى وإذا كان النقط عندهم مكروهاً فما بالك بتغيير الرسم؟!
فلماذا هذه الحساسية المفرطة إذا كان الرسم كالصناعات؟!!!!
مثل هذا الاحتياط يُحسب لصالح القائلين بالتوقيف حتى يصدر عن الصحابة صريح الكلام بخلافه.
أنت يا أخي سنان لا تعرف قيمة الشيخين الجليلين الداني وأبي داود في القراءة والرسم!! ولا تعرف أن أسانيد هذين الإمامين في القراءة والرسم تصل إلى الصحابة والتابعين. وقد صرح الداني تصريحاً لا تلميحاً في صدر كتابه أنه روى هذا عن شيوخه!
" أذكر فيه إن شاء الله ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي "
أليس الإمام الداني المجمع على إمامته في هذه الفنون يحكي لنا بهذا التقديم صورة ذلك الإجماع الذي حصل زمن الكتْبة الأولى، بسنده القوي والمتصل، والمشهود له بالوثاقة والعدالة؟؟؟ وهل أشهر من أسانيد الداني أسانيد؟!!
ثم أنت - رغم هذا الذي أوردنا!! - تطلب منا حديثاً أو نقلاً!! - ولم تستطع أن تأتي بمثله - نتجاوز فيه كل الكتب المدونة المعتمدة والتي تلقتها الأمة بالقبول، كأنك تريدنا أن نبعث الموتى!.
وأنت تكذّب بكلامك هذا الإمام الداني والإمام أبا داود على جلالتهما التي ذكرت لك، تكذبها بما رأيت من تحوطات (واللفظ لك) واجبة، اتخذها السلف الكرام، لتصون ما أجمع عليه الصحب في شأن المصاحف، وتظن أن تلك التحوطات ما كانت لتكون إلا أمارة على التوقيفات الربانية، وهل يثبت التوقيف بالظن والاحتياط والاحتمال؟ وهل كذلك تستنبط الأحكام؟! .. أنت تكذبهما جميعاً معاً بلا بينة ولا برهان. أنت تكذب الرواية برأيك!! وأنت إذ تكذب الداني في القرآن برأيك أشبه بمن يكذب البخاري في الحديث برأيه!!
وأنت بذلك تخلط خلطاً لا نظير له بين دلائل ثبوت الأحكام، وما يجب أن يراعى في جانب الأحكام الثابتة، من التوقي والاتباع للأحكام!.
ليت شعري! ماذا نصنع؟!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Dec 2010, 11:14 م]ـ
قصد الأخ العليمي بعض الآثار التي يُستشهد بها في هذا الباب، ومنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجه الكتبة. ولكنني لم أتعرض لهذا لعلمي ما في ذلك من ثغرات،.
نعم، هذا صحيح، بارك الله فيك
¥