تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصدقني! هذه أول مرة أسمع فيها أن العلماء إذا أطلقوا لفظ (اصطلح) فهم يريدون به التوقيف!!، لأنهما ضدان، والخطأ في استعمالهما لا يليق حتى بصغار المدارس. فأرجو أن تعيد النظر.

واسمح لي أن أعيد نص الإمام الداني واصلاً له بما قطعته عنه اقتصاراً واختصاراً للبيب، حتى نفهم مقصد الداني في كتابه هذا، يقول رحمه الله في مقدمة كتابه المقنع (والأرقام من عندي، واللون الأزرق كلامي، والأحمر للتنبيه):

" (1) هذا الكتاب أذكر فيه إن شاء الله ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي [أول تصريح بالنقل عن أئمته ومشيخته]

(2) من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق

(3) المصطلح عنه / عليه قديماً [أوضح تصريح بأن الرسم اصطلاحي، فلماذا لم يقل: المنصوص عليه توقيفاً؟!]

(4) مختلفاً فيه ومتفقاً عليه

(5) وما انتهى إليّ من ذلك وصحّ لديّ منه [ثاني تصريح بالرواية عن أئمته ومشيختي بالسند الصحيح إلى الصحابة والتابعين]

(6) عن الإمام مصحف عثمان بن عفّان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه الموجّه بها إلى الكوفة والبصرة والشام

(7) وأجعل جميع ذلك أبوابا، وأُصنفه فصولا،

(8) وأُخْليه من بسط العلل وشرح المعاني [تصريح بأن الدراية لا محل لها في كتابه وأنه لا يتدخل فيه باجتهاده إلا من جهة الرواية فحسب والتصنيف]

(9) لكي يقرب حفظه، ويخفف متناوله على من التمس معرفته

(10) من طالبي القراءة وكاتبي المصاحف وغيرهم ممن قد أهمل شرح ذلك وأضرب عن روايته، وأكتفى فيه دهرا بظنه ودرايته [يعيب على المخالفين]،

(11) وقد رأيت أن أفتح كتابي هذا بذكر بعض ما تأدى اليّ من الأخبار والسنن في شأن أهل المصاحف وجمع القرآن فيها إذ لا يستغنى عن ذكر ذلك فيه أولا، وبالله استعين وعلى إلهامه للصواب اعتمد، وهو حسبي ونعم الوكيل".

فهل تبين أن المقنع كتاب رواية محققة فحسب؟

أما أسانيد الداني إلى قراء الصحابة ومصاحفهم فأشهر من نار على علم! [ينظر: معرفة القراء الكبار للذهبي، وغاية النهاية لابن الجزري وغيرهما]

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[25 Dec 2010, 11:40 ص]ـ

والمقنع للداني مصدر من أجل مصادر الرسم العثماني، لا تجد مصحفاً الآن (ومنها مصحف المدينة الذي تتخذونه مرجعاً للإحصاء) إلا ومن مصادر رسمه كتاب الداني هذا أو من نقل عن الداني نقلاً كثيراً أو تلمذ له.

وناقله الإمام الداني مؤتمن على ما ينقله نقلاً صحيحاً، إن لم يكن قد بلغ مبلغ التواتر، وهو في كليهما مصدق مؤتمن لا قادح فيه.

وأنتم تقولون هو رسم توقيفي، محسوب، معدود، كأدق ما يكون الحساب والعد!.

فكيف تصفون ناقل هذا التوقيف المحسوب والمعدود والدقيق، بأنه يخلط (أو يدلس) اجتهاده بنقله ودرايته بروايته؟

رغم قولكم: "ومن يقرأ كتابه المقنع يدرك أنه يقول في بعض المسائل باجتهاده كما يصرّح هو". وهل صرح أن قوله في صدر كتابه: " الرسم اصطلاح " من اجتهاده؟؟؟ لم يفعل!

وكيف السبيل إلى تصفية أهم مراجع الرسم مما شاب الرسم التوقيفي فيها – على ما قلتم (بلازم قولكم) – من آراء الرجال؟

كيف تحكمون بأنه توقيف؟، ثم تعودون، فترون (في سياق تشكيكي) أنه (أي الحكم بالاصطلاح) اجتهاد من الداني موقوف عليه أو مخلوط باجتهاد؟ (رغم تصريحه الآنف الذكر في المشاركة السابقة بأنه ناقل لا شارح ولا معتل)، كيف يخلص هذا الاجتهاد المدعى منكم على الإمام من هذا التوقيف المدعى منكم على الرسم، وكيف نحررهما؟ كيف نحرر معقوله من منقوله؟ .. وإذا لم نستطع تخليصه وتحريره، فكيف نحكم بتوقيف الرسم كله جميعاً (من فاتحته إلى ناسه) على ما في الرسم (على زعمكم) من اختلاط، وكيف نشرع في عد ما هو مخلوط توقيفه باجتهاده وروايته بدرايته، وكيف نثبت الإعجاز العددي من بعد ذلك كله؟!

أليس إقراركم بالاجتهاد من هذه الجهة (التي هي في الحقيقة تشكيك في الرسم وناقليه إلينا) .. أليس هذا نقضاً لمدعاكم في توقيف الرسم فالإعجاز المنوط به أو احتمال الإعجاز الذي قد يقع في قابل الأيام؟

ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[26 Dec 2010, 01:04 ص]ـ

معذرة شغلت اليوم، ولما فتحت ليلاً وجدت كلاماً طويلاً رأيت أن أقسّم الرد. وأبدأ بمداخلات أخي حسين:

يقول أخي حسين أننا لم نقدم الدليل، وكان بإمكانه أن يقول دليلكم عندنا لا يدل، لأننا قدمنا له عدة أدلة. وعندما قدّمت له نصوصاً وطلبت الإجابة عنها تناسى هو والأخ عصام الأمر _ الأهم _ ولعلهم يجيبون في مداخلات قادمة.

كنت أعلم أن الذين يزعمون أن مذهب جمهور السلف هو عدم التوقيف لا يملكون دليلاً إلا ما سمعوه من بعض المشايخ فظنوه حقيقة. ومن أراد أن يطلع على الدليل فهذا أخي حسين يقدمه، ِ وخلاصته أن الصحابة كان يملي بعضهم على بعض، فكيف يمكن الإملاء والرسم توقيفي. الجواب: أولاً: إملاء واحد على آخر ِأبعد عن الخطأ وأسرع في الإنجاز وعلى وجه الخصوص عندما يملي واحد على جماعة. ثانياً: السائد في المصحف هو الرسم الاصطلاحي ومن هنا يسهل الإملاء مع التنبيه إلى حذف ألف مثلاُ أو إثباتها، أو حذف ياء إبراهيم أو إثباتها. ويمكن للأخ حسين أن يطبق ذلك عملياً فيملي صفحة على زميل له. وهنا لا بد أن ننبه أننا قلنا سابقاً إن إقرار الرسول عليه السلام للمصطلح يجعله توقيفياً بدليل عدم الإقرار في مواقع محددة معروفة لنا.

لم أستدل بقولهم"على ما أحدثه الناس" إنما أستدل بقول مالك رضي الله عنه:"بل الكتبة الأولى"، لماذا الكتبة الأولى إذا كان ما يُحدَث أقرب إلى اللفظ المتواتر؟ ثم أنت أخي حسن تقرّعني لأني لم انظر في إجاباتك السابقة.

تقول أخي حسين:" لم يكن أحدهم يجد مشكلة بين ما ينطق وما يكتب"، من أين لك هذا ونحن نلاحظ اختلاف الرسم في الكلمة الواحدة. والذي يقرأ لأعذبنه كيف سيقرأ لأاذبحنه؟ ّ!!

اختلاف رسم المصاحف بين سببه الداني ونقلت في مداخلة سابقة تعليله، وخلاصته أن عثمان رضي الله عنه فرقها في المصاحف لعلمه بنزول الكل.

أما مسألة أمية الرسول عليه السلام فلا تفيد هنا لأن النبي الأمي أقدر على الإملاء من العالم المتقن للكتابة، فلا ضرورة للخوض في المسألة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير