تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يرى د. عبد الرحمن الشهري أنه لم يقع بين الرماة لا تنازع ولا فشل. والرماة ما خالفوا أمر الرسول. لسبب. هو أمرهم بالثبات فى أماكنهم. هل أمرهم بالثبات لأجل غير مسمى؟ ويمكن أن نوازن بين هذا الموقف الذى وقع فيه الرماة وموقف الصحابة عندما أمرهم النبى بالإتجاه إلى بن قريظة وقال (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة). فمنهم من صلى هناك وأجّل الصلاة ومنهم من صلى فى الطريق وأكمل. قال لا تبرحوا أماكنكم وهم إجتهدوا فى فهم هذه العبارة بعد أن رأوا المشركين ينهزمون والمعركة تميل إلى النصر ولا حاجة هناك للبقاء فى هذا المكان وإتجهوا إلى الغنائم. .أين التنازع؟

ويقول د. محمد الخضيرى ود. مساعد الطيار بأن كان للرماة أمير وقف يقول لهم أن الرسول أمرنا وحذرنا ألا نبرح أماكننا حتى لو رأينا الطير يتخطفنا ولذلك (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ). قال ابن مسعود:" ما ظننت أن أحدا منا فى أحد كان يريد الدنيا إلا لما قرأت الآية التى إستخرج بها الله خبيئة نفوس بعض الصحابة" وكانت أحد درسا واضحا أنه أيها الناس لا يكون لكم قصد إلا وجه الله والدار الآخرة وطاعة الله ورسوله.

ولذلك فإن الذى يظهر أن بالفعل وقع من الرماة معصية وعوقب المسلمون بذلك وكان درسا للمسلمين باقى حياتهم ولذلك مهما اختلف المسلمون وحصل بينهم تنازع إلا وحل فيهم الفشل. والعصر الحاضر أكبر دليل على ذلك.

وكذلك نرى من سياق الآيات أنه لا ذكر لليهود ولا المنافقين انتهى دورهم فى غزوة أحد فى التثبيط الأول (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) آل عمران وأيضا فى {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) آل عمران}.وصُفى الجيش ولم يبق إلا طائفتين {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} الله ثبتهم لما بدأت المعركة كانوا صادقين ولم يحدث لهم التنازع ولذلك نصرهم وجاء وعد الله. {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)} آل عمران. والحديث موجه للصحابة: فشلتم أنتم أى جبنتم أنتم وتنازعتم أنتم من بعد ما أراكم أنتم ما تحبون من النصر وبعدها قال من يريد الدنيا ثم صرفكم عنهم أنتم ليبتلبكم أنتم ثم عفا عنكم أنتم (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) الحديث كله منصب على الصحابة.

والآيات الأخرى تؤكد أن ما حدث فى أحد هو مصيبة كما سماها القرآن {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} 165 آل عمران. وممكن تسمى هزيمة. ولكن الحقيقة أن غزوة أحد معلم فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ان بعض المعاصرين الذين يكتبون التاريخ عندهم عاطفة غير منضبطة يريدون أن يظهروا الصحابة لا يحدث منهم خطأ, يقولون أن كل الصحابة كانوا مجاهدين ,كلهم كانوا متعبدين. ولكن يجب أن يكون عندنا اعتدال. والرأى الذى ذكر قبل قليل مجانب للإعتدال محاولة نسب الخطأ إلى غير الصحابة مع أن الله سبحانه وتعالى نص عليهم (نسبه إليهم). و نحذر أننا عندما نأتى للقرآن وعندنا ثقافة معينة نؤول القرآن تأويلات بعيدة ونصرفه إلى معانى فيها تكلفات من أجل القضية التى نتوقع أن تكون كذلك. ويُجنى فى الآخر على ظاهر القرآن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير