تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه الآيات نزلت فى معركة أحد فى أول الهجرة ومرت الأيام وهذه الآية موجودة. لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم انطلق الخبر كالصاعقة وأسقط فى أيدى الصحابة. عمر بن الخطاب لم يحتمل أن يقول أحد (مات رسول الله) وهدد أن يضربه بسيفه. لما جاء أبو بكر الصديق قالوا مات رسول الله ذهب وقبله وقال لعمر إجلس يا عمر فأبى وقال أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات. أبو بكر قوى وثابت حفظت عنه كثير من المواقف الفاصلة. ثم قرأ هذه الآية {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران}. لما سمع عمر الآية سقط وقال (كأنى ما سمعت هذه الآية). عندما نتحدث عن الآية فى المناسبة مثلا (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) 185 آل عمران. فإن تفسرها فى حالة فرح أو فى حالة وفاة تكون أشد تأثيرا؟. فمثلا أجمع الناس فى الحج وأفسر سور الحج. وفى رمضان تحدث عن آيات الصيام.

فى الخاتمة (انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) نحن مرتبطون بالله لا نعبد إلا الله وما محمد إلا رسول. دائما ننظر إلى ما يريده الله. وسنة محمد قد إرتضيناها لأن الله أمر بها. (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران.

(انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) فيها تصويربلاغى. كيف أن الإنسان الذى يعلق نفسه بشخص فإن مات توقف كيف ينقلب الإنسان على عقبيه أن يجعل رأسه عند عقبيه مشهد غاية فى السوء. انتبه يا مسلم الا تتوقف. ديننا ثابت حتى يوم القيامة لأننا نرى فى آخر الطريق جنة عرضها عرض السماوات والأرض وأن منهجك عالى (وأنتم الأعلون) فصاحب المنهج العالى لا ينقلب على عقبيه. إن الحياة الحقيقية فى الثبات والبقاء على المبدأ. ما نفر أبدا وهذا كان فى الجاهلية فما بال الإسلام.

(وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).أولا الجزاء من الله وهذا كافى بأن يكون جزاء وافيا والثانى الشكر وهو أن تظهر عليه آثار الطاعة فى لسانه وأعماله. ما موطن الشكر هنا؟ شكروا ماذا؟ شكروا نعمة محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام الذى جاء به ونعمة الثبات على المبدأ فمن ثبت ولم ينقص على عقبيه فهو شاكر.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2009, 12:38 م]ـ

الحلقة 21

8 رمضان 1430

مقدمة - تعليقات على الحلقة السابقة

توقفنا عند أثر العلم فى تثبيت المؤمنين الصادقين فى الجهاد وإنطلقنا من قوله سبحانه وتعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) آل عمران}. ومن معانى الربيين العلماء الصلحاء وذكرنا أن من أسباب ثبات هؤلاء فى الجهاد هو العلم الذى تعلموه ولا شك أن العلم الذى يثبت هنا هو العلم بالله وسننه وصدق الأنبياء وما جاءوا به.

الإشارة إلى وجود كتاب تفسير " السراج المنير" للإمام الخطيب الشربينى المتوفى 977 وهو كتاب نفيس. ذكر فى آخر قول {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران} أى فهلا قلتم وفعلتم مثل ذلك يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟. هو لم يفسر العبارة بل قال (أى) وهذه مسألة (لازم الخبر) وهى فائدة مهمة. من الكتب كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدى (قواعد الحساب) اعتمد على فكرة لازم الخبر. صفات الله الحسنى يبين لوازمها. ويستفاد من الصفة التى يصف الله تعالى بها نفسه أو الإسم ما يستلزمه. فمثلا السميع العليم يلزم منها أنه شديد المراقبة ويسمع دعاؤك ويطلع فماذا يلزم منها؟ أن تراقب الله فى السر والعلن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير