تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من مواطن الإجابة فى الدعاء إلتقاء الصفوف. وهو ثابت فى السنة النبوية والعجيب أنه ثابت فى القرآن أيضا فى هذه الآية وفى سورة البقرة فى {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة}. أن الدعاء هنا مستجاب. وهذه مواطن إقبال القلوب على الله هى مواطن إستجابة {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) النمل} لأن المضطر يقبل على الله بكلياته. حتى لو كان كافرا {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) العنكبوت} أى فى مواطن الأضطرار.

فكرة المثانى تتكرر. منهج القرآن التكرار. لاحظوا أن القضية تتكرر فى السورة. وبلاغة القرآن بقتدى بها. فنحن نكرر الفوائد إقتداء بالمنهج لكى لا ننسى.

من كتاب الخطيب الشربينى, قال تعالى "ثواب الدنيا" ولما جاء ثواب الآخرة قال " وحسن ثواب الآخرة" قال أى فى الدنيا الذكر والغنيمة وخص ثوابه بالحسن وهى الجنة وخص ثوابها بالحسن إشعارا بفضله وأنه المعتد به عند الله. ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة. ما قال ثواب الآخرة فقط لأن الله يتخير لهؤلاء الصادقين الشهداء الثواب المضاعف أى أحسن الدرجات وهذا ثواب الشهداء. لأن ثواب الآخرة هو الجنة ولكن لهم حسن الثواب ولذلك لما أحسنوا أحسن إليهم وجاءت الفاصلة {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) آل عمران} الجزاء من جنس العمل.

لوازم الخبر. يقول تعالى {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود} وأيضا {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت} وأشار كثير من العلماء قالوا أن القرآن حق ,ولازمه حق كذلك. كلما أعملت ذهنك و تستنبط من القرآن فى الإستنباطات المنضبطة بالأصول الصحيحة, فهو حق لأنك تجد أن الشواهد تدل على ذلك. القرآن فيه ما يؤيد الإستنباط ففى هذه الآيات نتحدث عن الصبر نجد أن الآيات كلها تنصب على الصبر.

الله يطمع عباده بالمحبة {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} و {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وهذا يدل على إن المحبة هى جزاء. ومن يريد أن يحول بينه وبين الجزاء فقد أساء. يؤؤل هذه المحبة تأويلا باردا فيقول هى إرادة الثواب سيحرم خيرا كثيرا. وهذا من معانى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} من الآية 54 المائدة. والعجيب أن يحبهم ليس أن يحبونه.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) آل عمران}

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير