تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

طاعة الكفار وإلقاء السمع إليهم

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) آل عمران} من هم؟ منهم هؤلاء الذين كفروا واليهود والمنافقون وأيضا من تأثروا بالمنافقين ومن يستمعون لهم. إذن ياأهل الإيمان لا تكونوا سماعون لأمثال هؤلاء لأنهم لو كانوا يهدون لهدوا أنفسهم. لأن من أطاعهم ينقلب على عقبيه. وهذا ما نسمعه الآن, لاداعى للجهاد فى سبيل الله ,إن الدول لا تحرر إلا بالطرق السلمية, عليكم بالحوار وضبط النفس. ما هذا المنطق؟ أمريكا لا تستعمل هذا المنهج, واليهود لما دخلوا فلسطين لم يدخلوها بهذا المنطق. ونقول ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) آل عمران} لا تظنوا أن لا ناصر لكم فالله ناصركم وإن ظننتم ألا قوة لكم فاعلموا أن الله معكم.

أين الذين كفروا هنا فى غزوة أحد؟ أين طاعة الكفار؟ المنافقون قالوا نحن نصحنا محمدا بأن يقاتلهم فى المدينة وأن هذه قضية بين محمد وقومه لا شأن لنا بها. المنافقون يستمدون هذه العبارة من اليهود {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) الحشر}. فى التفسير الميسر يقول بأنهم اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين. هذا يدل على أن الآية أعم من أن تكون مرتبطة فقط بسورة أحد. لماذا لا نقول أن هؤلاء كان لهم دور فى تثبيط المؤمنين وثنيهم عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أما النصارى لم يكن لهم دور فى أحد. وهذا يدل على أن الآية أعم من غزوة أحد.

فائدة متعلقة بالوقف

إذا جاء الخطاب (ياأيها) فإنه يدل أن هذا إستئناف منفصل عن ما قبله بمعنى أن الوقف على ما قبله وقف تام. وأن ما بعده إستئناف جديد. وقد يخلط على بعض الناس يقول كيف ان هذا إستئناف تام وأنتم تقولون أنه مرتبط بغزوة أحد. نقول أن التمام عند علماء الوقف نوعان:مطلق أى أن ما بعده ليس له علاقة بما قبله مطلقا ونوع جزئي له علاقة ولكن انتهى الحديث وأُتي بحديث مستقل ومرتبط بما سبق لجملة السياق. والسياق نوعان سياق جملة وسياق خبر أو قصة. سياق الجملة قد يحدث فيه خلاف فى العلماء هل هو وقف تام أم كافى. أما سياق القصة أو الحدث فلا خلاف فيه. والمقصود أن لا علاقة له مطلقا من ناحية الإعراب وليس من حيث المعنى. وهذا الوقف التام والكافى وهناك أيضا أنواع للتمام. ولكن نلاحظ أن القاعدة هذه لا تنطبق فى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب}. أن ما من عموم إلا وقد خص حتى هذه القاعدة.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)} آية عامة من حيث المعنى وأن طاعة الكافرين والمنافقين تردك على أعقابك خاصة فى قضايا نصرة الدين ولكن لا يدخل فيها القضايا العامة مثل مهندس أو طبيب مثلا. لقد أصبح المسلمون يشتكون اليهود إلى اليهود والنصارى للنصارى وهذا لا يمكن. التاريخ يؤكد هذه القاعدة إلى اليوم والأمة عندما تعود لهذه القاعدة تنتصر وعندما تتخلى عنها تنهزم. هذه الآيات نزلت فى موطن محدد وهذا له دلالة , وهو أن بعض المسلمين قد تأثروا بما بثه اليهود والمنافقين بين صفوفهم.

الرعب من جنود الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير