تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)} متى ألقي الرعب فى قلوب المشركين؟ عندما يتولى المسلمون ربهم يعتصمون بحبله اعتصاماً تاماً ويدخلون الحرب وليس في قلوبهم إلا الله سبحانه وتعالى. وعدهم الله بأن هؤلاء المشركين مهما كان معهم من العتاد والخطط الحربية فإن كانوا يملكون الأشياء المادية فإنهم لا يملكون قلوبهم هذه القلبو بيد الله والله يصرفها كيف يشاء وبما أنها فارغة من عبودية الله فإن الله فى ساعة الشدة يكشفها. {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌٌ (43) إبراهيم} يفعل بها فعل الريح فالمقاتل معه سلاح فتاك ما عاد يمسكه بيده لأن المركز خواء إمتلأ بالرعب. الرعب جند من جنود الله , يلقيه الله فى قلوب هؤلاء فلا يبقى لهم مجال لأن تنفعهم أسلحتهم ولا عتادهم. في اليرموك كانوا يربطون بعضهم ببعض بالسلاسل في أرجلهم. أنزل الله تعالى هذه الآيات بعد المعركة.هل الآية (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) عن الماضى أم الحديث هنا عن المستقبل؟. الكلام عن المستقبل {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) آل عمران} من هؤلاء الذين سيلقى فى قلوبهم الرعب؟ يبدو أنها من باب الوعد المتناسب مع المصيبة أو الهزيمة. مع أنه أصابكم ما أصابكم فإن الله يتولاكم ما دمتم رجعتم. يؤيد ذلك الآية التى بعدها {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) آل عمران} ولذلك المعركة الكبرى التى حدثت بعد غزوة أحد فيها معنى الرعب وهي الأحزاب وهي مثال لإلقاء الرعب. (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) المقصود "بهم" اليهود لأن أحد وقعت فى شوال فى السنة الثالثة للهجرة وبعدها بأربعة أشهر في ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة بني النضير {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر}. إن هذا الرعب هو ذاك. اليهود لم يتوقعوا أن يهزموا. ولكن ما وقع في ذهني هو فى بني قينقاع ثم بني النضير ثم بني قريظة و الأحزاب ما توقعوا الهزيمة لأن العوامل المدية ما كانت توحي بذلك.

أثر الشرك على خواء القلب. إذا اعتمد الإنسان على غير الله تخلى عنه ذلك الغير عند وقوع الشدائد. وعكسه الإيمان {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) إبراهيم} وهى كلمة التوحيد. لاحظ أن الناس الذين عندهم نوازع شركية خوف من الجن والعين والسحرة يستغيثون بغير الله نجدهم أكثر الناس جبناً عند الشدائد. ولكن الموحد تجده فى وقت الشدة أثبت ما يكون وأكثر الناس ثقة بالله مع أن كل المعطيات المادية قد لا تساعد لذلك هو ثابت رابط الجأش هذا معنى تراه بين الإيمان بالله والثبات بما ملأ الله قلبه به من التوحيد. تلاحظ فى المعارك المعاصرة كيف يأتي الجندى المسلم بعتاد بسيط أما الجندى الكافر يأتي بعتاد كبير حتى أصبحت وبالاً عليه إلا أنه {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌٌ (43) إبراهيم}.

وعد الله بنصر المؤمنين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير