تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز وجل هذه الآية (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية كلها. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2276 خلاصة الدرجة: حسن}

عندما ذكرنا كلمة (بيان) هذه نستفيد فائدة عظيمة لما يحصل مثل هذا الأمر الذي حصل للمسلمين في أحد.ويتكرر في تاريخ المسلمين. لماذا لا يتوقف العلماء أمام ذلك الذي حدث ويستنبطون منه العبر؟ فما يحدث الآن في فلسطين والعراق وفي السودان والصومال وفي أفغانستان وغيرها ومع ذلك الدراسات التي تكتب قليلة لدراسة أسباب الهزيمة وأسباب الفشل. لذلك ندخل تجارب ونحن لا نعرف ما الذي مر بنا قبل ذلك. ألا ترون أن هذا يعتبر منهجاً قرآنياً. مثلا في أفغانستان انتهت بانتصار المسلمين ولكن ما حصل للمسلمين ما يرجونه بسبب إختلاف المجاهدين فيما بينهم وفي النهاية ذهب جهاد 14 عاما. الذين كتبوا عن هذا الموضوع قليل لكن لم تقدم دراسات وبيانات تبين مكمن الداء حتى لا تتكرر المشاكل علينا (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ) من 152 آل عمران. هذه القضايا ليست غائبة عن الدراسات وليست غائبة عن الكتب ولكن المشكلة أنها لا تطبق ولا يعمل بها ولا يراد لها أن تطبق أصلا.

في معركة أحد الآن نتأمل بطولات وتضحيات لا نجدها في معارك أخرى. مثلا قصة حنظلة (غسيل الملائكة) الذي خرج للجهاد ليلة عرسه قصة لا تجدها إلا في هذه المعركة. والأمر الثاني هي البطولات التي وردت عن أبي دجانة وعن حمزة رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب. {لما كان يوم أحد إنهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول: (إنثرها لأبي طلحة). قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئإن فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين وإما ثلاثا}. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4064خلاصة الدرجة: [صحيح]. وأيضا نسيبة أم عمارة رضي الله عنها وكانت تقاتل بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي التي ضربت إبن قمنة على كتفه ولكنه ضربها ضربة أقوى.

الشاهد أن كل هذا لم يشفع لهم. التضحيات لم تشفع للإختلاف والتنازع الذي حدث بينهم، وهذا درس وهذا ما نريد أن يبرز حتى تتعلم الأجيال. مضت بنا حوالي 200 سنة من إنحطاط المسلمين و تغلب أعدائهم عليهم والقادم قد يكون أكثر ولكن ما استفدنا من هذا كله ولم نستعد. فمثلا الجزائر وما حدث فيها بعد قتال طويل , هذه التجربة لا نقول لم تسجل ولكن لم تبرز منها الدروس التي تستفيد منها الأجيال.

(يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا) إعتراض على القدر. من هم المعترضون؟ لماذا لا تكون طائفة من المؤمنين بدليل قوله تعالى (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) الأحزاب)؟ من المفسرين من يحملها على المنافقين. ولكن هنا هم أهل النفاق بدليل ما قبلها. نقول (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ). وقد روى الزبير {لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا , أرسل الله علينا النوم , فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره , قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير , ما أسمعه إلا كالحلم: {لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا}. فحفظتها منه , وفي ذلك أنزل الله: {لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا} لقول معتب} الراوي: الزبير بن العوام المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير -الصفحة أو الرقم: 1/ 428 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير