تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Sep 2009, 01:39 م]ـ

الحلقة 26

13 رمضان 1430 هـ

(تابع الحديث عن غزوة أُحد)

عمر بن الخطاب كان يقول إن سورة آل عمران أُحُدية نسبة إلى أُحد.

كنا قد وصلنا إل قوله تعالى (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)) وهذه قاعدة عامة وإن نصر الله تعالى إذا كتبه إلى جنده وأوليائه فلا خاذل لهم مهما كان عددهم وعدتهم. وجنود الله سبحانه وتعالى لا يعلمها إلا هو والمقاييس المادية التي تعودنا عليها في المعارك وفي النصر وفي الهزيمة ليست هي المقاييس التي تحكم هذه الأمة لأنه كما ذكر القرآن في مواطن كثيرة (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).

وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) آل عمران

ما معنى يغل؟

المشهور أن الغُلول هو ما يؤخذ من الغنيمة قبل قسمتها وهذا من الكبائر أن يأخذ الجندي من الغنيمة قبل قسمتها. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بعضهم شيئا من الغنيمة قبل قسمتها {في العبد الذي أصابه سهم عائر، فمات، فقال له الناس: هنيئا له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلّها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشعل عليه نارا، فجاء رجل بشراك أو شراكين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شراك من نار، أو شراكان من نار. الراوي: أبو هريرة المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الصغير - الصفحة أو الرقم: 3/ 398. خلاصة الدرجة: ثابت}.

هل معنى الآية أنه ما كان لنبي أن يأخذ من الغنيمة شىء قبل قسمتها؟.هذا المقصود الأساسي الذي لأجله نزلت الآية لما فقد الصحابة شيئاً من الغنيمة قال بعضهم لعل النبي صلى الله عليه وسلم أخذها. ونزلت الآية تدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأن رسول الله لا يمكن أبداً أن تنسب إليه هذه الخيانة وهذا دفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)} الحج. وهذا يصدقه فإن كان الإنسان صادقا وأميناً يتولى الله الدفاع عنه وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. .

وأيضا في قراءة متواترة أخرى (يُغَلّ) فيها دلالة على معنى آخر وهو أن ينسب للقادة العظماء المحبوبين للناس أن ينسبوا لشيء من الخيانة لأن هذا لا يليق بهم. قرآءة (ما كان لنبي أن يُغَلّ) تعني ما صحّ ولا استقام أن يُنسب لنبي الغلول لأن الغلول خيانة والخيانة لا تليق بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

ويمكن أن يحمل الغلول على المعنى العام وهو الخيانة, يقصد بالغلول أن ما كان لنبي أن يخون أمته سواء في أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها أو غيرها وهذه شهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد وَفَّى في إبلاغ الرسالة ولذلك لما {أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية: (كخ كخ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة). الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3072خلاصة الدرجة: [صحيح]} وهي تمرة واحدة والذي أخذها وهو طفل غير مكلف وهي قد تكون من الصدقة وقد لا تكون لكنها هي من مال المسلمين أي من المال العام. وهذا من ورعه صلى الله عليه وسلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير