تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأيضا في إتباع رضوان الله علينا أن نتتبع كثل هذه الآيات في كتاب الله. قال {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} ثم وصفهم {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} آل عمران.

وتوجد آيات تدل على مساخط الله مثل قول الله عز وجل {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80)} المائدة. فانتبه أن تسلك هذا المسلك. وفقك الله لهذه الآيات والعمل بها. ونذكر كلمة عائشة رضي الله عنها قالت للسائل {دخلنا على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين! ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 234 خلاصة الدرجة: صحيح لغيره}. الأخلاق التي أمر بها القرآن كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تتبعاً لمحاب الله ورضوانه فهو يعفو ويصبر ويحلم ويعطي.

في الحلقة الماضية تكلمنا عن دورات تطوير الذات. ونقول أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ أقرأ أي شيء لتطور نفسك ولكن أقرأ كتاب الله الذي فيه الخير كله فهو يخاطب البدن والروح ولكن تحتاج إلى من يتدبر. كل آية تفتح لك آفاقاً بلا حدود. من الملاحظ أن من عني بالدورات نجده ممن اعتقد ثم استدل على إعتقاده. يريد أن يدلل للأفكار التي درسها المعلومات من القرآن فيأتي بغرائب الإستدلالات وهذا لا نمنع منه لكننا نحذر منه وهو ما يسمى بـ "أسلمة المعرفة". يأتي بالآية لها معنى ووجه لا علاقة لها بما فكرته ويقول هذه الآية تدل على الفكرة ونجدها بعيدة كل البعد. وهذا يقع فيه من لا يفهم القرآن و"يتسَوّر" من أراد أن يستنبط يجب أن تكون لديه القدرة على ذلك.

فائدة: في قوله تعالى {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} تقدم في السورة التكرار على علم الله وإحاطته ومراقبته هو أيضاً في قضية الغلول. يمكن أن تختلس ولا أحد يحاسبك، لكن الله بصير بالعباد. في قوله (هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ) وهي آية تحث على المنافسة والمسابقة في الخير وعلى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} آل عمران. ومادامت الدرجات عند الله , مفروض أن تسارعوا (فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7423 - خلاصة الدرجة: [صحيح]}

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Sep 2009, 01:47 م]ـ

الحلقة 27

14 رمضان 1430 هـ

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) آل عمران

وجه الإمتنان

الله سبحانه وتعالى يمتن علينا أن بعث فينا محمدا. ولو تأملت هذه المنّة العظيمة علينا نحن المسلمين ببعث النبي كيف كنا قبله وكيف أصبحنا بعده؟. وماذا لو لم يكن هذا الفضل العظيم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟ , كيف كانت تكون البشرية؟. ما هو وجه الإمتنان في هذه النعمة العظيمة؟. ولماذا الله سبحانه وتعالى ذكر صفات خصّ بها النبي صلى الله عليه وسلم {من أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير