تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مناسبة الآية ووجودها بعد غزوة أحد. لو تصورنا الصحابة وقد أصيبوا بهذا المصاب الجلل وأصابتهم الجراح, والنفوس مكلومة يأتي التنبيه على هذه المنّة العظيمة وهي منّة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وأنه خصهم بهذه المنة بل أن الأنصار كانت لهم المنة مرتين, المنّة الأولى بكونهم ممن بعث لهم والمنّة الثانية أنه جاء إليهم مهاجرا وسماهم الأنصار. يقول انتبهوا إلى هذه النعمة وانتبهوا لهذا الفضل الذي بعثه الله إليكم فلا شك أن النفوس ترتاح. أنت تُذكِّر المريض بمنة الله التي بين يديه فتُهَون عليه المرض ويحمد الله سبحانه وتعالى. ولعل هذا أحد المناسبات في ذكر هذه المنّة العظيمة في هذا الموقف. وأيضاً يمكن أن يضاف أنه يقال لهم انتبهوا إنما بعث هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لكم فأطيعوه وإياكم أن تخالفوه فإن خالفتموه وجدتم الشقاء ودونكم المثال الحيّ (أُحد) لما خالفتم شيئا من تزكيته لكم ماذا حدث لكم؟ ولذلك أعقبها بقوله تعالى {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران} من عند أنفسكم وليس من رسول الله ولا من الجهاد ولا من الدفاع عن الدين بل شىء أنتم وقعتم فيه فعوقبتم عليه.

ما وجه الإمتنان بالتلاوة؟ لماذا لم يقل بعث فيهم رسولا يفتح بهم البلاد ويقودهم من نصر إلى نصر ويعطيهم الدنيا, وهو ما يتوقع الناس أن يفرحوا به؟ لم يذكر شىء من ذلك ولكن قال {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وقال في موضع آخر {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس} المقصود أن فضل الله ورحمته هو الكتاب الذي أُنزل {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام} فهذا القرآن هو النور الذي نرى به كل شيء في هذه الحياة. المؤمن هو الوحيد الذي يرى ما وراء المادة بالقرآن ويرى ما وراء القبر وما وراء الموت وما وراء الدنيا. أما الكافر فهو يساق كل يوم إلى عالم مجهول. لا يدري من أين جاء ولا يدري أين سيذهب. أما المؤمن فجاءه من الله الثبات والهدى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الشورى} المنّة بإنزال هذا الكتاب علينا لا تعدلها منة والسبب فيها هو محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك هو المنّة العظمى. وهي من الآيات الدالة على رعاية الله ومحبة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم.

فائدة: من يتكلم عن نقل القرآن مِن مَن يخالفنا من المستشرقين أو من بعض الملاحدة أو من كان عنده شبهة من نقل القرآن سواء عن قصد أو غير قصد خاصة من بعض من يجتهدوا أن يخرجوا من القرآن ما يطعنون به عليه. نقول لهم لماذا دائماً تنظرون نظرة سلبية؟ لماذا لا تنظر إلى هذه الآيات التي تدلك على الكمال؟. إن بعض من بحثوا في تاريخ القرآن توصلوا إلى نتيجة يقول أن أولئك الذين جمعوا القرآن في عهد عثمان إحتمال النقص وارد عليهم لأنهم غير معصومون. نقول من أي شيء تنطلق؟ ألست تنطلق من آيات القرآن لتثبت ما تريد أن تصل إليه؟ انظر إلى هذه الآيات. الله سبحانه وتعالى يمتن على الناس برسول يتلو عليهم آياته. كم من الآيات التي كان يتلوها عليهم؟ ثم تعال إلى واقع النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤه عليهم في الصلوات والخطب والحِلَق. أليس يقول للصحابة أن {أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف كل شاف كاف. الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1374خلاصة الدرجة: صحيح} أليس يعلمون السور؟ اذا جمعت كل هذه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير