تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفائدة الثانية أن الحكمة كما قال العلماء المراد بها السنة والكتاب هو القرآن. فالرسول كان يعلم الكتاب والحكمة. تسمية السنة بالحكمة فيها شيء من اللطف في التنبيه على أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم فهو عين الحكمة لا يخالف الحكمة مطلقاً. إن قال شخص أليس الكتاب من الحكمة؟ نقول بلى ولكن كون تسمية السنة حكمة والقرآن كتاب فإن إفرادها معناه انها مرادة بذاتها ولذلك كان مصدر التشريع الكتاب والسنة. وإلا فالكتاب أيضا حكمة زقد وصفه الله تعالى بذلك {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب} فالحكمة هي أيضا السنة. وهي الكتاب {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود} المقصود أن وصف السنة بالحكمة لا يعني منه نفيها عن القرآن ولكن المراد التنبيه على القيد الزائد في السنة فقد يفهم أن منزلتها أقل نقول لا ووصفها الله تعالى بأنها حكمة و أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم}. هناك ملحظ في هذه القضية وهو أن الحكمة حقيقتها هي العمل بالعلم. عرّفها كثير من أهل العلم أن الحكمة هي أن تعمل بما تعلم، العلم الصادق إذا عُمل به حقا كان صاحبه حكيما. معنى هذا أن الكتاب لما أوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم قإنه صلى الله عليه وسلم د عمل بذلك كله فصار عمله وسنته القولية والفعلية والتقريرية حكمة لأنها جمعت بين العلم الصحيح والعمل الصالح المنضبط على منهج الله عز وجل.

مشروعية تعليم التجويد والتفسير

(يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) يدخل في تعليمه للكتاب تعليم تلاوته وكان صلى الله عليه وسلم يعتني بذلك. كان يعرض عليه أصحابه ويعرضه على جبريل وجبريل يعرض عليه. لا شك أن أول شيء تعلمه النبي من القرآن هو تلاوته وكيفية أدائه. وفيها أيضا فائدة أخرى وهي تقديم القرآن على السنة في التعليم وفي الإستدلال وفي الإستنباط وفي كل المجالات عندما يكون عندنا آية وحديث نبدأ بالآية ثم الحديث لأن الله سبحانه وتعالى قدم الكتاب على السنة حتى قال ابن تيمية (إن السنة لا يمكن أن تنسخ القرآن) يقصد بذلك أن القرآن محكم لا يأتي شيء في مرتبة ثانية لينسخه ويزيله. المقصود أن القرآن يقدّم ويعظم ويجل ويبدأ به. لما يكون عندنا درس تفسير ودرس سنة نبدأ بالتفسير. أيضاً التعليم يدخل فيه التجويد لأنه تعالى قال (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ) تكلم عن التلاوة ثم جاء بتعليم الكتاب وأيضا يدخل فيها التفسير. وهذا يدل على أن من وظائف النبي الأساسية هي التعليم. قد يأتي من يقول أنه لم يحفظ عن النبي من التفسير إلا القليل وليس معنى ذلك أنه كان يترك شيئا مبهما على الصحابة لا يبينه لهم. بالعكس كان إذا أشكل شيء عليهم يسألون عنه. ومن ذلك دعاؤه لأبن عباس {أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: من وضع هذا. فأخبر، فقال: اللهم فقهه في الدين. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 143خلاصة الدرجة: [صحيح]} قوله وعلمه الكتاب واضح أنه يقصد التفسير. وفي رواية أخرى علمه التأويل {اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل. الراوي: - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستيعاب - الصفحة أو الرقم: 3/ 67خلاصة الدرجة: صحيح}. ويقصد بالكتاب القرآن وابن عباس رضي الله عنه كان بارعا في التفسير ولا شك أن هذا أحد فروع علوم هذا الكتاب.

عبرة من التاريخ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير