تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اشترى آلة وفكها ثم ركبها مرات فعرف بالخبرة والتأمل فعرف سر هذه الآلة ما عرفها بالدراسة. و قال الإمبراطور الآن اصنع لي هذه الآلة فصنعها من أولها لآخرها. ولما جاء الإمبراطور لإفتتاح أول آلة تصنعها اليابان فلما اشتغلت وسمع ضجيجها قال هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي. ثم بعد ذلك إختطت اليابان طريق الصناعة وأخذوا من العالم الغربي، فهم استقبلوا منهم ماهم بحاجة إليه وانتهوا منهم.

نعمة العقوبة في الدنيا

أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)

تشير هذه الآية إلى قاعدة عظيمة للمؤمنين. والإستفهام هنا إنكاري تعجبي. كأنه يقول لما أصابتكم هذه المصيبة تقولون هذا القول؟! أنّى هذا يعني من أين جاء هذا؟ هذه قاعدة إذا أصبت بمصيبة فاعلم ان الأصل أنها جاءت من عند نفسك. أنت أسأت في أمر ما فعوقبت بهذا العقاب وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى أن تعاقب في الحياة الدنيا ولهذا قال تعالى (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُم). أي انما اصبتم جزاء ما اجترحتم وكسبتم. ولهذا قال بعدها {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} قدير على أن يقدر لكم هذا الجزاء ويصيبكم به فلا تستغربوا أن يقع هذا عليكم فإذن هذه من القواعد القرآنية وسنة ثابتة في القرآن. أن الإنسان لا يصيبه شىء إلا بكسبه. في الشورى قال {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} ما أصابكم شىء يسير وإذا راجعت الذنوب والمعاصي نجدها أكثر مما يقع من البلاء. ونلاحظ ونؤكد عليها من خلال هذه الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} من 123 النساء قد يشكل أنت تقول ويعفو عن كثير وهنا يقول يجزى به؟ الجواب بأن ما يصيب الإنسان ليس هي هذه العقوبات الظاهرة من القتل والجرح والآلام العظيمةة حتى الهم والحزن {ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5641خلاصة الدرجة: [صحيح]} هذا من العقوبات تخفيف ولذلك قال هذا كله جزاء لأشياء أنت فعلتها بنفسك. حدث قبل فترة أن بعض المشايخ جزاهم الله خيرا لما حدث بعض الآلام والعقوبات على المسلمين قال هذا من ذنوب المسلمين ما وقع لهم شىء إلا بذنوبهم وبعض الناس استنكروا هذا الأمر قالوا ما ذنب هذه الأطفال والنساء وكبار السن؟.و الحقيقة هذا غير صحيح. ما أصاب الناس من شيء فهو من تقصيره في حق ربه هذه قضية قررها القرآن وليست محل شك والحمد لله {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. ولهذا فإن تأخير العذاب عن قوم لا يعني سلامتهم أو أنه لن يقع بهم بل قال في الآيات التالية {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران} وهذه أشد من اذين يعاقبون في الدنيا. تذنب فتعاقب مباشرة هذا من رحمة الله بك ومن لطف الله بنا أن يعاقبنا وأحيانا لا يعلم ما هو الذنب الذي عوقب به من كثرة ذنوبنا بينما بعض الناس مثل الحسن البصري كان يعلم الذنب الذي يعاقب عليه لأنه كان يعد ذنوبه. فأنت إذا كثرت عليك ما تعلم على أي شيء وقعت هذه العقوبة. ابن سيرين اصيب في آخر عمره بالدين فحجز بذلك فلما سؤل عن الذنب قال عيّرت رجلا قبل أربعين سنة بهذا فإبتلاني الله به، تذكر ذنبه من أربعين سنة!.

ومقصود الآية أن ما أصابتكم مصيبة يوم أحد فقد أصبتم مثليها يوم بدر. قتل منكم في أحد ما يقارب السبعين من المسلمين وفي بدر قتلتم سبعين وأسرتم سبعين فلماذا تعجبون؟. وكان بعضهم يقول كيف نهزم؟ نحن مسلمون وهم مشركون فجاء الجواب هو من عند أنفسكم.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Sep 2009, 09:00 م]ـ

الحلقة 29

16 رمضان 1430

مقدمة عن قيمة مدارسة القرآن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير