تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي الحديث: سألنا عبدالله (هو ابن مسعود) عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} قال: أما إنا سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال (أرواحهم في جوف طير خضر. لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة. فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟. ففعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يُسألوا، قالوا: يا رب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا). الراوي: مسروق المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1887 - خلاصة الدرجة: صحيح

وذكر فضل الشهداء في القرآن والسنة النبوية كثير. في هذه السورة وأيضا في سورة البقرة في قوله سبحانه وتعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة}. هنا يقول {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} والحديث شرح ما جاء مجملا في هذه الآية. ويرزقون جاءت بالفعل المضارع دلالة على التكرار مرة بعد مرة. هذا في الحياة البرزخية وما جاء في سورة البقرة هو في الجنة (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ (25)). لما قال فرحين حال ويرزقون فعل كأنه دلالة على أن قوله فرحين أنها صارت صفة لازمة فيهم وهو من الفرح المحمود لأنهم فرحين بنعمة الله وهذا الفضل هو منّة زائدة من الله.

لما قال فرحين قال (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ) كأن المسلم الأصل فيه أن إذا كسب نعمة أن يدعو إخوانه لها وهذه من الصفات الموجودة في الكُمَّل والخُلَص. لاحظ الرابطة بين المؤمنين: هؤلاء ماتوا ومفروض أن ينسوا الدنيا وما فيها ولكن رابطة الأخوة تجلعهم يهمهم إخوانهم واشتاقوا أن ينال إخوانهم ما نالوه هم {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) الزخرف} ومصداقه في قصة الرجل المؤمن الذي قتل {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)} يتمنى لهم مثل ما وجد لنفسه من الخير ومن الفضل. المقصود بالشهيد عندنا أولاً هو من يقتل في المعركة في سبيل الله وقد قال العلماء أن الشهداء نوعان شهداء الدنيا والآخرة وشهداء الآخرة. شهداء الدنيا والآخرة هم الذين يقتلون في سبيل الله. أما شهداء الآخرة فقط فهؤلاء كثير وهذا من فضل الله ورحمته بعباده أن جعل الله الشهادة ينال فضلها آخرون يلحقون بهؤلاء {أتعلمون من الشهيد من أمتي؟ فأرم القوم، فقال عبادة: ساندوني. فأسندوه، فقال: يارسول الله! الصابر المحتسب. فقال رسول الله: إن شهداء أمتي إذا لقليل، القتل في سبيل الله عز وجل شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة، [قال: وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس:] والحرق، والسل الراوي: راشد بن حبيش المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1396خلاصة الدرجة: حسن صحيح} وسّع صلى الله عليه وسلم معنى الشهادة. لكن هؤلاء الشهداء ليسوا في منزلة الشهيد ولا يعامل معاملته لأن الشهيد لا يصلى عليه ولا يغسل ويكفن في ثيابه أما هؤلاء فيغسّلون ويصلى عليهم ويكفنون كما يكفن سائر الموتى لكن الشهيد لمكانته ولعلو منزلته عند الله لا يصلّى عليه لأن الصلاة أصلا إستشفاع للميت وهذا شفعت له دماؤه وشفع له إقدامه على الموت {للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. الراوي: المقدام بن معد يكرب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1663. خلاصة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير