تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدرجة: حسن صحيح غريب} واحدة منها كافية أن يقدم الإنسان روحه لله عز وجل في مكانها الصحيح فكيف إذا اجتمعت هذه كلها من الله وما لا نعلمه أكثر.

وأيضا من معاني {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} قضية الإستبشار بالشهادة أولا والإستبشار يالإيمان والإستبشار بنصر الله لعباده المؤمنين وتوقع الخير للمسلم والظن به الظن الحسن. هؤلاء قد ماتوا وأصبحوا عند ربهم ولكن بالرغم من ذلك يستبشرون ويحسنون الظن بإخوانهم من خلفهم انهم سيسيرون على نفس الطريق وينالون نفس الأجر ومعنى الاستبشار تجده في القرآن. كما في سورة التوبة {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) التوبة} ففكرة الإستبشار في القرآن والإستبشار في الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى والاستبشار بفضل الله وأن هؤلاء المؤمنون يستبشرون أن ينال اخوانهم من الشهادة مثل ما نالوا هم {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 13. خلاصة الدرجة: [صحيح]} وموقف هؤلاء الشهداء من أعلى المواقف في محبة الخير لإخوانهم. أي أن استبشارهم هنا ليست للطلب بل من باب البشرى.

(فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} لا خوف عليهم فيها تغيير النظم وهو أحد أسباب الإشكال في التفسير والفهم. إذا تأملنا النظم قال {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ثم قال {فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ثم قال {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} ثم قال {أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} قد يظن البعض أنها يستبشرون ألا خوف عليهم فيكون (يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) ما موقفها؟ ولهذا ننتبه إلى أهمية علم الإعراب في أنه يكشف المعاني. قد يقول قائل أن الصحابة لم يكن عندهم إهتمام بالإعراب وذلك لأن الإعراب كان عندهم سليقة أما نحن فنتكلف لكي نفهم وهذا ما يدل على أهمية العلم لأنه مهم جداً في هذا الباب. لما ننظر إلى (ألا خوف عليهم) نجد بعضهم قال هي بدل من قول (بالذين) يعني يستبشرون بالذين بألا خوف. وبعضهم جعلها مفعول لأجله كأنه قال يستبشرون بالذين من خلفهم لأنهم لا خوف عليهم. وبعضهم جعلها مفعول لفعل محذوف وهو يقولون كأنها يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ويقولون للذين يلحقون بهم أقدموا فلا خوف عليكم ولا تحزنون. من الأشياء التي تشكل على طالب العلم المبتدئ قوله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} فيظن أنها يجب أن تكون (أمواتٍ) لأنها مختومة بالف وتاء يعني من جمع المؤنث السالم ولكن هي ليست جمع مؤنث سالم وإنما جمع تكسير لأن أصلها (ميِّت) فالتاء أصلية والآن صارت جمع تكسير وليس مؤنث سالم فقال (أمواتاً) لأن الألف والتاء مزيدتين و (أمواتاً) مفعول به لفعل (تحسب). أما فى آية البقرة {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) البقرة} اختلف النظم فاختلف الإعراب (أمواتُ)

وأيضاً انظر إلى مكانة هؤلاء الشهداء عند الله سبحانه وتعالى كيف نقل الله حتى رغباتهم النفسية لإخوانهم الذين على قيد الحياة الآن يموت الميت ولا تدري ماذا يريد منك لكن في الاية الله سبحانه وتعالى نقل ما يتمناه الشهيد لك ونقل لك فضله ومكانته وجزاؤه عنده ونقل ما يتمناه لك، نسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيله.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Sep 2009, 01:33 م]ـ

الحلقة 31

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير