تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)

أسباب التمكين للدين

إن هذا التعقيب القرآني على الغزوة العظيمة وهي ثاني غزوة من الغزوات الكبار في تاريخ الإسلام تعطينا إشارة إلى أسباب التمكين لهذا الدين في الأرض وأنه لا يمكن أن يتمكن الحق إلا بتضحيات وبذل وجراح وإبتلاءات قد تزهق فيها الأرواح بل تزهق فيها أرواح الصفوة الغالية. ونريد أن نتحدث عن ما في هذه الآيات من أسباب النصر والتمكين للمسلمين والرسل.

ذكر الله الصبر وكان الحديث عن الصبر في القرآن حديثاً متواصلاً على أنه من أسباب التمكين الكبيرة خاصة في قصة موسى عليه السلام {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الأعراف} كثر الحديث عن الصبر في قصة موسى وكيف ثبتهم الله بهذا.

وفي قصة سليمان عليه السلام جاء الحديث عن أسباب نصره وتمكينه بكثرة جنوده فقال {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) النمل} أشار إلى كثرة الجنود والإستعداد. وفي قصة النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن الصبرر وفي أُحد ظهر الصبر أنه سبب من أسباب التمكين في الأرض وإنه لا يمكن هذا الدين إلا بالإبتلاء والتمحيص {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) آل عمران}

التقوى أيضاً من أسباب النصر. {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران}.

وعدم التنازع أيضاً ونلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ بشوراهم قطع كل إختلاف بعد ذلك وهو لا شك من أسباب التمكين لأن التنازع هو أكبر سبب من أسباب الفشل وكونه يوجد أكثر من فريق للمسلمين هذا يدل على الفشل، قاعدة في الإسلام أن وجود الأحزاب والتحزبات دلالة على فشلنا. إذا تحزبنا لأشخاص أو لمبادئ أو غايات غير الراية التي قام عليها محمد صلى الله عليه وسلم وغير المهنج الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم ولنعلم أن هذا من أسباب الفشل. وعلينا جميعا أن نرجع إلى منهج محمد ونلتف حول هذا المنهج كما قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران}. وهذا من صور العلو لمنهج الحق {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) آل عمران} من مظاهر الإستعلاء لمنهج الحق هو الوحدة وتوحيد الصف وتوحيد الكلمة والإستقامة على منهج صلى الله عليه وسلم أيضا. من أسباب التمكين أيضاً أولاً ترك الذنوب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير