تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأنفال} والله تعالى والرسول لا يدعو إلا لما يحيي الإنسان ..

توسيع معنى الشهادة

ينفي القرآن الخوف والحزن لما قال لا خوف أي في المستقبل ولا حزن على ما فات {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد} وقال أيضا {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) البقرة} وهذا كثير في القرآن وهما ضمان في الماضي والمستقبل، وهما أمران يكادان يكونان متلازمين. أن يخاف الإنسان على مستقبله أو يحزن على شيء يفوته فيقال لك عندك ضمان لك في الماضي والمستقبل وهذا أمن ليس بعده أمن، إذا ضمنت على المستقبل وأمنت من الماضي لا يبقى عندك ما تخاف منه.

في المرة السابقة كنا نتحدث عن الشهيد وفضله وقد يقول قائل أن هذه فرصة لا تسنح إلا لقلائل من الأمة (فرصة الإستشهاد في المعركة) ولكن الله سبحانه وتعالى رحيم فتح الله لنا الفرصة بالنيّة فمن سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه منازل الشهداء وإن مات على فراشه، هذه رحمة من الله. ولذلك نقول يا عبد الله أكثر من التطلع إلى هذه المنزلة فقد تموت في فراشك فيجعلك الله تعالى محشوراً مع الشهداء. السؤال أن تسأل الله الشهادة بصدق. ولذلك لما خرج صلى الله عليه وسلم بالصحابة في غزوة تبوك ترك صلى الله عليه وسلم في المدينة بعض الصحابة يتمنون أن يخرجوا معهم ولكن حبسهم عذر فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة، فقال: (إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم). قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر). الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4423. خلاصة الدرجة: [صحيح]}. الجهاد باب أوسع من القتال، ولا يشترط أن يكون الجهاد بالخروج إلى المعركة بل الجهاد بماله ودعاءه. {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا). .الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2843.خلاصة الدرجة: [صحيح]}. باب الجهاد مفتوح والحمد لله. ونحن نتحدث عن آيات الجهاد في يومنا هذا ننظر يمينا ويسارا كأنه يتحدث عن شيء محرم بينما هو ذروة سنام الدين حتى تكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن أجر الشهيد وعاقبته وشارك بنفسه وتعرض للشهادة والصحيح أنه مات شهيداً لأنه مات مسموماً. والمفروض أن نتحدث عن هذه الشعيرة بصوت مسموع. صحيح أن هناك بعض الممارسات الخاطئة ولكنها لا تقدح في أهمية الجهاد في سبيل الله. هل بالفعل نحن صادقون أن نحذر الناس من هذا الأمر؟ إذا كنا صادقين فلنغلق وزارات الدفاع في البلاد كلها وفي البلاد الإسلامية. الجهاد جزء من حياتنا ونحن جهادنا على مبدأ وليس من أجل التوسع أو المال بل لأجل الله.ولكن يقام بشروطه المعتبرة شرعا أي في سبيل الله. ونحذر من الوقوع في ما يسيء إليه أو في غير ما شرع الله باعتباره هو جزء لا يتجزأ من حياة الناس ومن كينونة وجود الناس في الأرض {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة} ولو تركت أنت السلاح ما تركه عدوك. وهذه قاعدة مهمة في الحياة. الله سبحانه وتعالى منذ أن سال دم بني آدم كتب القتل على بني آدم. وفي قوله {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة} ما أجمل أن يسفك دمك في سبيل الله لإعلاء كلمة الله كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة. هذا طريق نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير