تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) ذكرنا في الحلقة الماضية أنها نزلت في حمراء الأسد. وأن كلمة (الناس) الأولى في الاية مراد بها نعيم بن مسعود والثانية مراد بها الجموع التي كانت مع أبي سفيان. وتكلمنا عن علم العام والخاص وأن هذه من العام الذي أُريد به الخصوص وبيّنا أن هذا له ضوابط وأنه لا يكون هذا إلا في أناس معينين إما فرداً وإما جماعة. إضافة في موضوع العموم والخصوص أنها من المسائل العلمية اشتركت في علوم القرآن مع أصول الفقه. فمن يقرأ في علوم القرآن يجد العموم والخصوص "العام والخاص في القرآن الكريم" ومن يقرأ في أصول الفقه يجد العموم والخصوص. ولكن في علوم القرآن بعض الإضافات خاصة بالقرآن مثل عموم الأخبار وأمور تتعلق بالعقيدة. أي أن باب العموم والخصوص ليس خاصا بالأحكام الفقهية والشرعية. فهذا فرق بين تناول الأصوليين لها وتناول المتخصصين في علوم القرآن. وننبه القارئ في كتب علوم القرآن فهناك من يقول أن من كتبوا في علوم القرآن مثل السيوطي والزركشي لم يضيفوا جديدا على ما كتبهم من قبلهم من الأصوليين. نقول نعم وليس معنى ذلك اننا نحن لا نضيف ولذلك هناك جانب يتعلق بالأخبار وهذا مهمل وقد أغفل بالفعل.فنحن نضيف فيه كثيرا. ومن ما يمكن أن يضاف في هذه المسألة المهمة أن السلف عندهم قاعدة عامة وهي أنهم يعبّرون عن العام بمثال له وهذا جزء مما يتعلق بالمبحث العام. نقول إن كان علماء الأصول عُنوا بجانب الأحكام بالذات واشبعوه بحثا لأن مادة بحثهم كانت متعلقة بالأحكام إفعل ولا تفعل فإننا نحن أيضا يجب علينا أن نضيف إضافات مما تركه العلماء المتقدمون وهو يدخل في باب العموم.

أرسل الدكتور الشهري رسالتين: رسالة للمتخصصين في علوم القرآن أن يوسعوا دائرة البحث في الموضوع لتشمل ما لم يتحدث عنه الأصوليون عندما يدرّسوم مادة العموم والخصوص للطلاب يجب عليه أن ينظر نظرة أوسع من نظرة الأصوليون لأن كثيراً ممن يكتب في علوم القرآن نجد أن كل مراجعه في العموم والخصوص والمطلق والمقيد والمباحث المشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن تجد أن المراجع كلها أصولية. ورسالة أخرى للزملاء المتخصصين في أصول الفقه أن يقتربوا أكثر من القرآن في دراستهم للموضوع وفي تطبيقهم وليتهم يطبقون هذه القواعد على القرآن الكريم أثناء تدريسهم لمادة أصول الفقه. ونحن ندرس في أصول الفقه في الشريعة كما ندرسها ونكتفي بمثال واحد لكل مسألة. ندرس آيات الأحكام في نفس الكلية فلا نجد صدى لتلك القواعد الأصولية التي ندرسها في مادة أصول الفقه. ولا زلت ادعو أن تفعل مادة أصول الفقه في تدريس آيات الأحكام مثلا كيف يطبّق باب العموم والخصوص باب المطلق والمقيّد وباب المجمل والمبين فيجد الطالب حلاوة ليس لها نظير عندما يطبق. وهذه دعوة عامة في العلوم الشرعية والتطبيقات وأذكر أن كان معنا دكتور محمد الخضيري والدكتور محمد بن صالح الفوزان في جلسات ورتبنا فيه أن يكون لنا نوع من التطبيقات في هذه المسائل فكانت مثمرة ولعل الدكتور محمد يعطينا بعض النماذج التي صنعها في أمثال القرآن.

أجاب د. محمد الخضيري إن مشكلتنا الكبيرة أننا ندرس العلوم الشرعية بأمثلة وقواعد جاهزة مسبقاً. ولكن أن يقول الشيخ مثلا إقرأ من أول النساء مثلا أين العموم فيها. وأين الخصوص؟ أين المطلق وأين المقيد وأين المبين؟ ويأخذنا آية آية سيكون عندنا دربة ومِران عظيمة جدا. أما أن نأخذ مثالاً واحداً في القياس (الخمر) وفي العموم (يوصيكم الله بأولادكم) وفي النسخ أربع آيات معروفة. لا يذكر مثال على التدرج إلا في تشريع الخمر بينما توجد آيات كثيرة المفترض أن تفعّل هذه المواد حتى تكون عملية في حياة الناس وهذا هو الإبداع وهذا هو الإعمال الحقيقي للعلوم الشرعية في حياة الناس. نجح أحد الأساتذة وهو من سوريا معنا في كلية الشريعة كان يدرّسنا النحو في السنة الرابعة. وفي يوم الأربعاء يعطينا واجبا يقول إعرب قول الله تعالى آية، سواء أخطأت أو أصبت المهم أن تحاول أن تعرب الآية. وفي يوم السبت يقف عند الباب يسحب الواجب وكل من جاء بالواجب أخذ نفس الدرجة سواء أخطأ أم أصاب يقول المهم شغلت مخك في إعراب الآية. وكان الإعراب ثقيل علينا أول مرة ثم تبين لنا أن إعراب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير