تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القرآن أيسر من إعراب كلام الناس. ثم يكتب الآية ثم نعربها جميعاً كلمة كلمة وانتهى الدرس. إنتهينا من الفصل الدراسي وقد أُزيلت عنا رهبة الإعراب. والعجيب في الأمر كان معنا الدكتور محمد خميس في كلية المعلمين وهو تخصص لغه عربية ومعه قراءات وهو في الأصل دكتوراه في اللغة العربية فقلت ما رأيك أن نجلس جلسات لإعراب القرآن؟ قال لا مانع فجلسنا وأعربنا، في المرة الأولى أو الثانية قال لي هل تصدق أن هذه أول مرة في حياتي أجلس جلسة إعراب القرآن أنا أتهيب من إعراب القرآن ولا أحب أن أمارس هذا الأمر ولكن أنت الآن تجعل لي القواعد أمثلة حية من كتاب الله وهذا يعين على الفهم. وهذا ما حرص عليه عبد الخالق عضيمة في كتابه العظيم "دراسات لأسلوب القرآن".

أيضاً في المسائل المشتركة بين علوم القرآن وأصول الفقه أخونا فهد الوهبي الآن يبحث هذه الحقيقة وله أشرطة ألقاها فيها معلومات مفيدة للغاية. وبيَّن ما هي المباحث التي تكلم فيها الأصوليون وما هي المباحث التي زادها الذين كتبوا في علوم القرآن ما يتعلق بعلوم القرآن وقد سمعت له في دورات علمية في الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والحقيقة والظاهر والمأوّل كان فيها إضافات وابداعات. هذه المسائل يمكن أن تكون في ثلاث دوائر دائرة مشترك بين علوم القرآن وأصول الفقه ودائرة لعلوم القرآن ودائرة لأصول الفقه.

التوكل على الله

(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173))

بيّنا في الحلقة السابقة المعنى العام. هذه كلمة عظيمة ويشرع قولها عند مجيء أو جثوم أو إقبال الكرب والأخطار العظيمة التي تأتي علي المؤمنين فتصيبهم في الحالة النفسية في مقتل ما لم يؤمنوا بهذه الكلمة ويؤمنوا بمقتضاها. فإن سمعت خبرا تقولها يعني الله هو كافينا وهو نعم من يُتوكل عليه فيذب عنا ونكون في معيته فنظفر بالنصر والتأييد. كلمة حسبُنا يقال فلان فأحسبني أي كفاني. ونحن نفهم الكفاية فهماً من الواقع الفقهي أن الكفاية هي أدنى الدرجات للوصول إلى الحاجة كأنه بمعنى الكفاف. ولكن المقصود بها الكفاية التامة أعطاني فأحسبني أي كفاني كفاية تامة وأغدق علي. لما تقول حسبنا الله يعني الله كافينا من كل وجه، سيعطينا الله من فضله ويحفظنا ويؤيدنا ويرفعنا وهي كلمة كبيرة وقيل في الأثر أن جبريل عليه السلام نزل على إبراهيم وهو سيُلقى في النار فقال هل لك إليّ حاجة؟ قال أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم وقال حسبنا الله ونعم الوكيل. فأحسبه الله وكان نعم الوكيل {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) الأنبياء} وأيضاً عن ابن عباس: {حسبنا الله ونعم الوكيل}. قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4563 خلاصة الدرجة: [صحيح]. ولهذا نقول ليكن مما تذكر الله به هذه الآية {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} في مثل المواقف كلما سمعت خبراً سيئاً أو أذى لمسلم أو أمراً دهم المسلمين أو أيضا في ذاتك. بعض الناس لما يسمع هذه الأشياء يخاف ويبدأ يحسب حساباته ويفكر في كل شيء إلا في هذه الكلمة لكن نقول له قل هذه الكلمة وتفكر في معناها {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) الأنفال} وأن الكفاية والحسب من عند الله أي هو كافيك فلا تجزع منهم ولا تتوقع شرا ما دام الله سبحانه وتعالى ناصرك وكافيك ومؤيدك. ومن يتأمل فيها أن من كان الله معه لا يضره ولو خذله البشر جميعاً ومن لم يكن الله معه لم ينفعه شيء وهذا معنى (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)) هذه نفس المعنى وممكن أن نأخذ منها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير