تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

موضوعاً قيماً وهو كفاية الله لعباده المؤمنين لها آيات كثيرة منها هذه الآية وفي قصة إبراهيم وقصة يوسف وموسى والأنبياء كلهم وكيف أن الله كفاهم وعيسى كفاه الله وأنقذه

ثمرة التوكل

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)

وهذه هي النتيجة عندما قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل كانت النتيجة (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ). ولكن كيف لم يمسسهم سوء وهم مثقلون بالجِراح؟! ما المقصود بالسوء إذن؟ المقصود به أنهم لم يصيبهم سوء المعصية للرسول صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى. ولكن هذه الجراح تندمل. ولكن ماذا فعل أعداؤهم {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) آل عمران} الناس يرجعون بالغنائم ولكن هم رجعوا ومعهم سخط الله. انظر إلى (فانقلبوا) عبّر بالفاء لأنها تدل على سرعة الإستجابة وأنه نصرهم وثبتهم وأعانهم وغفر لهم ورفع درجاتهم. و"فضل" أي أزيد مما كانوا يرجون تفضل عليهم بشيء زايد. ويمكن أن يكون من معاني السوء أنه لم يصبهم بعد ذلك أذى، لم يمسسهم سوء من المشركين. قال (لم يمسسهم سوء) وهم أصابتهم الجراح فكأنه تجاهل الجراح هذه إذا حملناها على غزوة أُحد لكن لو حملناها على حمراء الأسد هم لم يدخلوا في حرب أصلاً. هم حققوا الاستجابة ومع ذلك لم يمسسهم سوء وانقلبوا بالنعمة والفضل من الله. وتذكر بعض الروايات عنهم أنهم وجدوا من النشاط في غزوة خمراء الأسد والخفة ما كانوا لا يعهدون في أنفسهم لأنهم كانوا جرحى لكن لما استجابوا وجدوا من الخفة والنشاط وهذا من فضل الله عليهم لاستجابتهم للرسول. صلى الله عليه وسلم

(رِضْوَانَ اللَّهِ) انظر التكرار فيما مر معنا {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) آل عمران} وهذا تأكيد وإشارة إلى أنهم رضي الله عنهم في هذه المعركة كانوا يسيرون في رضوان الله أُنظر أين رضوان الله في هذه المعركة؟ هو في الإستجابة لأمره بقتال المشركين والوقوف أمامهم والتصدي للمشركين ورفع الدين وبذل كل الجهود في نصرة هذا الدين، وهذا كله إتّباع لرضوان الله تعالى وهذه محاب الله فعلى الإنسان أن يحاول أن يتتبع محاب الله يتتبع ما يحب الله (وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) لعلع الله تعلى يلحقه بهؤلاء.

أولياء الشيطان

إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)

المفسرون لهم قولان في الآية لا تعارض بينهما. وبالتأمل نجد أن هذا صحيح وهذا صحيح. فالقول الأول (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) أولياءه أي الذين يطيعونه ويوالونه يخوفهم ولذلك يسيرون في حياتهم كلها في خوف. مثلا لا تطلق لحيتك أنك لو أطلقتها يقول ستتعرض للمشاكل والتصنيف بأنك رجعي وإرهابي وأصولي، هذا من تخويف الشيطان لأوليائه الذين أطاعوه ومشوا في دربه، يخيفهم كلما أرادوا خيرا ثبطهم عنه إذا أراد أحدهم أن يصلي مع الجماعة يخوفه أن الناس يتهمونه فيخيفهم ويوهمهم بهذه التوهيمات. والقول الثاني للسلف في هذه الآية (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) أي يخوفكم بأوليائه. أي أن (أولياءه) منصوب على نزع الخافض. هذا خروج في الحقيقة عن الظاهر. ولكن له دليل ودليله هو تتمة الآية {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}.نستفيد من الآية أن الشيطان يخوفهم ويخوف المؤمنين بأوليائه إذا أراد المؤمنون أن يفعلوا الخير قال انتبهوا الأعداء سيفعلوا بكم الأفاعيل سيجمعون عليكم من القتال والقنابل العنقودية وغيرها وتيدأ الأراجيف. أي يخوفكم أيها المؤمنون بأولياؤه قال الله {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}. يجب أن نعرف أن أعظم مكايد الشيطان في صده الناس عن دين الله هي مكيدة التخويف. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجبن ومن الخوف مما يلقيه الشيطان في نفوس المؤمنين. والخوف من أحد الأسباب التي وقع بسببها الفشل والتنازع الذي وقع في قلوب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير