تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مَا أَحْضَرَتْ (14) التكوير} السياق دل على أن نفس هنا عامة. الأصل أن النكرة في سياق الإثبات خصوص ولا تدل على العموم.

أيضا في قوله " لاتحسبن" وهناك قراءة" لايحسبن" وإن اختلف المخاطَب، لا تحسبن يا محمد أو لا يحسبن هؤلاء الذين نزل فيهم هذا الخطاب وهم الذين كفروا.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Sep 2009, 01:06 م]ـ

الحلقة 33

مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)

نلاحظ أن الآيات إستئناف لأن الحديث السابق كان عن الكفار والمنافقين منذ قول {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران}. وقبل ذلك نلاحظ أن الآيات السابقة فيها إشارة واضحة إلى الكيد الذي كان عند الكفار والمنافقون واليهود للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران} إشارة إلى تطمين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نعم نحن نلاحظ هذا الكيد وهذا السعي للإفساد فيما بينكم بكل وسيلة ممكنة فنلاحظ أن يكرر {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} لإدخال الطمأنينة على قلبه صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ونحن نقول أن هذا وعد من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين في كل زمان أن الله وعدهم بالنصر إذا حققوا شروطه {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ (من 160 آل عمران)} بمعنى أنك إذا حققت شروط النصر فاطمئن ولن يضرك الأعداء شيئاً. وهذه تفتح باب الأمل والتفاؤل لكل المضطهدين من المسلمين في كل مكان أنهم ينبغي عليهم أولا أن يحققوا أسباب النصر في أنفسهم وفي أُسرِهم وأولادهم ويربوا أنفسهم تربية يستحقون معهها النصر. فالآيات التي مرت معنا كلها فيها إشارة أن النصر يوهب ولا يؤخذ. فالنصر من عند الله سبحانه وتعالى.حتى الملائكة لو نزلوا في المعركة ليس لكي يحققوا النصر لكن لتطمئن قلوبكم فقط أما النصر فمن عند الله. لأن البعض يقول نريد أن نُعد لكي ننتصر نقول أنت تعد لكي تكسب رضا الله وتحقق أسباب النصر أما حقيقة الانتصار فهو من عند الله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء. و لذلك فمعركة أحد درس رائع كل مقومات النصر كانت موجودة في الجيش الإسلامي ولما وقع منهم المخالفة والعصيان وقع ما وقع من الإنكسار. الآيات أشارت إشارة غير مباشرة أن الكفار كانوا في غاية الغيظ من أن ينتصر محمد صلى الله عليه وسلم خاصة في بداية الحياة في المدينة واليهود والمنافقون كان عندهم أمل أن ينكسر محمد وأن يخرج من المدينة وكان عندهم طموحات سياسية.فلما وقعت المعركة وانتصر صلى الله عليه وسلم وكان في حمراء الأسد دليل على هذا الإنتصار.

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) آل عمران} هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين أنه يبتليهم ببلايا ويصَّرف فيهم الفتن حتى يكون من حكمته أن يتعرف المؤمنون على من اندسّ فيهم وليس منهم. الكافر عرفت عداوته وانتهى. ونحن الآن في داخلنا ناس يتسترون بالدين. يصَلّون في الصف الأول ويجاهدون ويتكلمون بإسم الدين وقد تكون لحاهم أطول من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير