تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ينسب هذا إلى يوسف وهو أنه وقع في نفسه هذا الأمر ولكن الله عصمه. قال ولو كان هذا مما ينزه عنه الأنبياء لما قال به عامة السلف ولما ورد ذكره عند الصحابة والتابعين. قال عامة السلف أن الهم المذكور في الآية هو من جنس الهمّ الذي قامت به، ولكن بعض الناس يقول همت ليضربها مثلا. وهذا في الحقيقة تنقص من يوسف صلى الله عليه وسلم لماذا؟ كأنك تنزع عنه بشريته فلا يحصل به إقتداء. هذا التابعي الذي دعا الله أن إذا مرت به إمرأة أنه لا يفرّق بين لو مرّت به خشبة أو مرت به امرأة وأوتي ذلك هذه ليست فضيلة لأنه انتزع مقام الإبتلاء. يوسف بعد أن همّ هو أكمل لأنه هم بسيئة ولم يفعلها فكتب له بها حسنة. قال صلى الله عليه وسلم {من هم بسيئة، فإن عملها كتبت عليه سيئة، وإن لم يعملها كتبت له حسنة - الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 4/ 1753. خلاصة الدرجة: صحيح}. ننبه له في مثل هذه الأمور. تحقيق مثل هذه الأشياء يمشي مع عاطفته وبأسلوب خطابي وإنشائي بعيد عن العلم ويكرر ألفاظا ليس وراءها تحقيق. هذه أمور علمية يجب أن ننبه لها ونكون وقافين مع كتاب الله ومع سنة صلى الله عليه وسلم. وإلا إذا أنت منعت هذا فأنا عندما أسمع البخاري يقول أن صلى الله عليه ذكر حديثا عن موسى. {إن موسى كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر، إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه، ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها} الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3404. خلاصة الدرجة: [صحيح]. وأدرة هي إنتفاخ الخصية. لو كنا نستخدم نفس الأسلوب ماذا نصدق؟ موسى كليم الله يمشي عريانا بين بني إسرائيل؟! لماذا لا نستوحش هذا؟ فهذا نص واضح وصريح لا يحتمل التأويل. التأويل إذا فتح بابه وصلنا إلى سفسطة الفلاسفة المشهورة.

في غزوة أحد لم يُقتل النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أوجعه المشركون وكادوا يقتلونه ولكن الله قد حفظ الرسل الذين يبلغون الرسالات من القتل فلم يقتل رسول من الرسل من الذين جاؤوا بالرسالات أما الذين جاءوا مجددين لرسالات سابقة فإن القرآن يذكر قتل الأنبياء وليس الرسل (ويقتلون الأنبياء). هذ أمر والأمر الآخر أن الله يجتبي الرسل. وقال سبحانه وتعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ (من 253 البقرة)} تكليم الله للنبي من أفضل أنواع الإجتباء والاصطفاء. ولذلك فإن موسى ومحمد من أعلى الرسل زأفضلهم لأنهم حظوا بهذا. مسألة أخرى إستوقفتني كنا في حفل إحتفال جامعة الملك سعود بإنشاء كراسي أبحاث وتعطي من يدعم الكرسي تشريفاً بوضع إسمه في لوحة الشرف وتعطيه ميدالية الجامعة. فرأيت بعض من دعموا الكراسي من الأغنياء والمسؤلين الكبار وهم يشعرون بالسعادة عندما يرون أسماؤهم فتذكرت قوله سبحانه وتعالى {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) ص} فقلت سبحان الله الواحد منا يبحث عن التميز والشرف ويفرح به يعني عندي استعداد لدفع الملايين من أجل أن يوضع إسمي في لوحة الشرف فأقول كيف بهذا التمييز الذي ميز الله تعالى هؤلاء الأنبياء {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران} آل إبراهيم ثم كيف اصطفى أبنائه كلهم أنبياء. أقول في نفسي ما هذا الشرف؟ وهذا هو الإصطفاء الحقيقي في الدنيا وفي الآخرة.، كيف يميزهم الله في الدنيا والآخرة وكل من يدخلون الجنة بسببهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير