تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Sep 2009, 02:17 م]ـ

الحلقة 34

وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)

ذكرنا في اللقاء السابق أن السياق يتحدث عن البخل بالمال ولا يمنع دخول البخل بغير المال قياسا لأن النص (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ) يدخل فيه المال والعلم كما فسر البخاري أن الرسول فسره أنه البخل بالمال ومثل ما فسره ابن عباس بأنه البخل بالعلم وهو كتم اليهود أمر النبي صلى الله عليه وسلم. ومما يناسبه أن الآية قبلها {اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} ولم يقل آمنوا بالله ورسوله مما يشير أن الإيمان بمحمد هو الإيمان بموسى وعيسى فلا غضاضة عليكم أن تؤمنوا بمحمد فرسولكم عيسى وموسى بشروا به. والأمر الثاني إذا إستقرأت آيات البخل في القرآن تجد أنها تأتي بالمال وتأتي العلم.

(سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) هذه هي عقوبة. والتطويق هو أن يوضع الشيء للإنسان كالطوق له. ففي يوم القيامة يطوق الإنسان جزاء له على عمله السيء يطوق ما بخل به على رقبته ويأتي البعير وله رغاء والشاة ولها ثغاء لأنه منع زكاتها ويأتي الذهب والفضة وقد طوق الإنسان بها فيكون ذلك علامة له في يوم الموقف وفضيحة أي فضيحة.

ما هي الذنوب التي يفضح أصحابها في الموقف يوم القيامة منها البخل ومنها الكبر {يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى: بولس تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال. الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2492. خلاصة الدرجة: حسن صحيح} ومنها الربا {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (من 275 البقرة)} والغلول في الغنيمة {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ من 161 آل عمران} وتشتعل عليه في قبره، وأيضا الخيانة الغادر يرفع له لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان بن فلان - الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6177 - خلاصة الدرجة: [صحيح. نسأل الله ألا يفضحنا. الله يحاسب يوم القيامة كل واحد بمفرده ويقول {بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده، إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته. وأما الكافر والمنافق، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}. .الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2441.خلاصة الدرجة: [صحيح]} فإن فضل الله واسع سبحانه وتعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير