تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قوله {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} في مقابلها {ولله ميراث السموات والأرض} هو الذي أعطاكم قبل أن تموتوا وهو الذي يرثكم بعد أن تموتوا فلماذا تبخلوا فيما طلب منكم أن تنفقوا فيه؟. الله هو الذي يعين المنفق على الإنفاق فعندما يرزقك الله المال ويعطيه لك ليس لذكاءك وغباء الآخرين وإنما هو رزق ساقه الله إليك بكرمه وفضله ويبتليك فيه {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ (من 38 محمد)} هذه فلسفة كثير من الناس لا يفهمها. تقول لأحد الميسورين تبرع بمال فيبخل ويظن أنه أساء إلى هؤلاء ولكن أنت أسأت إلى نفسك، يبخل عن نفسه كأنه يقول لله أنا لا أريد هذا الأجر في الآخرة. هذا هو لسان حاله ولذلك الآيات {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران} فيها معنى انتهز الفرصة ومنها في المال الذي تنفقه وهو مهم في قضية المسارعة فبإمكانك أن تنفقه في الجهاد ونشر العلم وفي طباعة الكتب قبل أن يفوتك هذا الخير. والعجيب أنه يموت البخيل ويترك هذا المال الذي بخل به على نفسه حسرة للورثةفهو يورث. سمعت قصة أن أحد التجار كان يبني مسجداً قبل أن يموت ثم مات قبل أن يكتمل المسجد فأوقفت كل الأعمال ليقتسم الأبناء التركة والأبناء بخلوا على أبيهم أن يكملوا المسجد من حصصهم بقيت 400 ألف لم يدفعوها مع أن الأب ترك الملايين، انظر ماذا يحدث بعدك؟ فأنفق وقدم لنفسك، قال سبحانه وتعالى {وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ (من 223 البقرة)}. وبعض التجار يتحسس من شىء ليس مطالبا به فالناس يتكلمن عن مشروع يعجبه فيدفع المال للمشروع ولكن المشروع يقدر الله أن يفشل فينزعج التاجر. نقول لا تنزعج فإن الذي عليك هو النيّة الصادقة ينتهي دورك عند دفعك للمال ويكتب لك الأجر. أما الثمرة والنتيجة فلست مطالباً بها. لو جاءك واحد ورأيت أنه صادق واعطيته ثم ظهر أنه سارق فقد كتب أجرك. ما بعد ذلك ليس مما تطالب به. صحيح أن الحرص والنظر في أين يذهب المال هذا مطلوب ولكن وقوع الفشل لا يعني أن تتوقف عن الدعم. ويدخل إبليس على التجار والمحسنين من هذا الباب بأن تتشكك أن يكونوا سارقين أو أن يفشل المشروع. أقول سبحان الله المفروض أن أجرك سيكتب كاملا لما تُخرج المال حتى لو سرق من أول ليلة. طبعا الإنسان يتأكد ويتثبت ولكن إياك أن تمنعه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد، على زانية؟ لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته. فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، فأتي: فقيل له: أما صدقتك على سارق: فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية: فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني: فلعله يعتبر، فينفق مما أعطاه الله. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1421خلاصة الدرجة: [صحيح]} الله يتقبل الصدقة. صحيح أن النفس تتشوف أن يرى ثمرة ماله، نعم. ولكن لا تغفل هذا الجانب. فأنت تتعامل مع الله ولا تتعامل مع الناس.

ملحظ آخر وهو موضوع المنة في الصدقة بعض المحسنين رأيناه يكاد يمن عليك وأنت تطلب مالاً لدعم مشروع خيري ويسأل من يشرف على المشروع؟ وما هي الضمانات؟ أنا محسن أنا أخبرتك عن هذا المشروع وسأتحمل عنك تبعة هذا. فإياك أن ترى أنك متفضل بل أنا المتفضل عليك وأسلوبك في التعامل هذا ومحاولة إبانة أنك تبحث عن الضمانات هذا فيه نوع من المنّة. ونلاحظ أن ما رأيت إنساناً يتشرط في إعطاء الصدقة إلا رأيت أن الصدقة لا تبلغ أثرها وإذا كان المحسن سمح النفس في صدقته يبارك الله فيها. بعض الناس تسأله هل تريد شيئاً يقول أبدا إفعلوا ما بدا لكم أسأل الله أن يتقبلها فتجد من أسباب البركة شيء لا يوصف. يقول إنسان هذا البئر أريدك أن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير