تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تحفره في أفقر مكان وعند أحوج الناس يكادون يموتون من العطش لماذا يشترط هذا؟ أو أحدهم يريد أن تصرف زكاته لطالب شريعة متعلم لغة عربية ذو مال، أقول لا تتشرط. ينبغي لنا عندما نتصدق أن يكون الإنسان سمحا.

{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} هو بخل بشيء هو من فضل الله وهو الذي أعطاك ففي هذا نوع من إساءة الأدب مع الله. تعطي شخص مليون ثم تطلب منه خمسين ريالاً فيقول لماذا خمسين؟. الله يعطيك ثم يطلب منك من باب الإختبار ثم يثيبك عليه {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة} هذا هو الإبتلاء. تستوقفني قصة الثلاثة من بني إسرائيل دائماً الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى والأقرع والأبرص {إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل - أو قال البقر، هو شك في ذلك: أن الأبرص والأقرع: قال أحدهما الإبل، وقال الأخر البقر - فأعطي ناقة عشراء، فقال: يبارك لك فيها. وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب، وأعطي شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، قال: فأعطاه بقرة حاملا، وقال يبارك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، تقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلغ عليه في سفري. فقال له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته وهيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، وتقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فقد أغناني، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخدته لله، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك.الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3464خلاصة الدرجة: [صحيح]}

وما أكثر ما نراها من الناس عندما يأتي سائل يرده الناس ردا عنيفا وقد نهى عن ذلك {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ (من 38 محمد)) في حين أن الله تعالى غني عنك وهو الغني ونحن الفقراء.

وفي قوله سبحانه وتعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة}} يذكر الشيخ الشعراوي لفتة جميلة أن هذا من إحترام الله لعبده كأن هذا المال ماله هو والمفروض ان يقول اعطني مما أعطيتك ولكن الله يحترمك كأنه مالك أنت الذي كسبته بنفسك يقول أقرضني غياه وإعطي عبدي هذا من مالك وأنا أعوضك بالخلف في الدنيا ثم تأتي المضاعفة التي لا حدود لها في الآخرة وهذا إحترام لإرادة العبد وإختباره وتكريمه. وهذه ترتبط بها الثواب والعقاب عندما يعطيك حرية الإنفاق فيترتب عليها الثواب والعقاب {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (من 9 الحشر)} وفينل من يتغلب على هذا الشح وما أكثرهم وفينا من يوفقه الله فيتغلب على الشح. وينفق في سبيل الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير