تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ابن عطية في (المحرر الوجيز) في قول تعالى (من شر غاسق إذا وقب) قال ابن عباس كذا قال كلام لا يمكن أن يقوله ابن عباس، هذا التصرف ليس سليماً وليس من الأمانة العلمية وليس من الفقه. هل سنكون الآن على المنهج الذي ربانا عليه القرآن ليس هذا هو المنهج وإلا فلماذا تضع نقط على هذا الكلام؟ هل هناك أشنع من هذا الكلام على الله؟ هم ينسبون إليه الفقر.

ومن الفوائد أيضا من الآية سوء أدب اليهود مع الله ومع الأنبياء. كنت أقرأ في تلمود اليهود قرأت فيه كلاما في غاية الوقاحة والبشاعة والقبح مع الله ومع غير اليهود ثم وفي نفس اليوم أقرأ هذه السورة فوقفت عند هذه الآية وأقول سبحان الله لا تستغرب على اليهود هذا الحقد وسوء الأدب إذا كانوا أساؤا الأدب مع الله وقتلوا الأنبياء. لماذا نتوقع منهم اليوم من العدل والإنصاف؟ هذا من الجهل. بحقائق الأمور

نلاحظ فائدة أنه ثنّى على مقالتهم أنهم قتلوا الأنبياء الذي لا يحترم الله لا يحترم الأنبياء ولذلك قال (سنكتب ما قالو) وسنكتب أيضا قتلهم الأنبياء، أشار إلى هذا الذنب بالذات يعني أن هؤلاء الذين لا يعرفون قدر الله لا يعرفون قدر أنبيائهم، قد نستغرب كيق يقدمون على قتل نبي، إذا كان قدر الله عندهم بهذه الصورة فما هو موقفهم من الأنبياء؟!. أقل. ما قال "ونقول لهم ذوقوا" بل قال "ونقول ذوقوا" مقابل لما قالوه قاتلهم الله أنى يؤفكون. ثم يقول مبينا السبب {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}. لا يظلم وقد حرم الظلم على نفسه. هم يفعلون كل هذا على علم وعلى بينة وبالرغم من ذلك يكذبون ويتهمونالله بهذه الفرية العظيمة ولذلك كان الغضب عليهم {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) الفاتحة} لأنهم علموا ولم يعملوا. ما أوقح هؤلاء اليهود! من كلامهم على الله وقتلهم الأنبياء وقولهم على عيسى وأمه واتهامها أنها زانية. لما تتأمل تاريخهم خاصة تاريخهم الأخلاقي تجده في غاية السقوط. ولعله من إبتلاء للمسلمين في هذا الزمان ولعل إرتفاع شأن اليهود في هذا الزمان الآن هو عقاب لنا بعد تنازعنا وضعفنا.فأدام الله هذه الشرذمة التي حكى الله عنها في كتابه من سوء الأخلاق والسقوط وعصيان الله دليل في أننا حاجة ماسة للعودة إلى الله. ولذلك بعض اليهود قالوا لن تنتصروا علينا أيها المسلمون حتى يكون عددكم في صلاة الفجر كتعدادكم في صلاة الجمعة، هذا مؤشر، أنتم لستم ملتزمون بدينكم. المؤشر هو إقدامكم على صلاة الفجر. وفعلا في صلاة الجمعة أعداد كبيرة ولكن أين هم في صلاة الفجر للأسف؟

{وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} كيف نفى بصيغة المبالغة ولم يقل ليس بظالم للعبيد. بعض العلماء يقولون أن نفي الأكثر هو نفي للقليل هذا صحيح لكن نقول ما وجهه؟ مثل "زوارات" لعن الله زوارات القبور.الراوي: - المحدث: موفق الدين ابن قدامة - المصدر: الكافي - الصفحة أو الرقم: 1/ 275.خلاصة الدرجة: صحيح}. استنبط منها البعض أن يجوز للمرأة أن تزور مرة أو مرتين فلا تكون زوارة (صيغة مبالغة). والبعض قال زوارة مثل ظلام للعبيد. نحن نؤمن بأن الله لا يظلم مثقال ذرة ولذلك نستغرب لماذا قال ظلام؟. يقال جاء مناسبة مع كثرة العبيد،. لا يظلم هذا ولا يظلم هذا فإنه ليس بظلام. كما نلاحظ قول "للعبيد" لماكان أمرا لا يختص بالمسلمين بل يخص المؤمن والفاجر و خيّر وشرير قال للعبيد أي نفى الظلم عن كل عبد لله لكن لما يكون الخطاب للمؤمنين ينسبهم إليه {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) الحجر} ينسبهم لنفسه إضافة تشريف وتكريم. المراد هنا الكلام ليس مراد به المؤمنون بل كل الناس.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Sep 2009, 12:56 م]ـ

الحلقة 35

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير