تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعضهم منهم من قال أنه كان يتوقع أن الكتاب لمحمد فراح يبحث عن شخصية محمد فلم يجد وجد أن المتكلم إنسان آخر وأن محمد مجرد مبلِّغ. وعلى العكس من ذلك الذي يقرأ في التوراة لا يجد فيها إشارة أو دلالة على أنها من عند الله ولا حتى من عند موسى ولا عيسى وفيه إشارة أن الذي كتب هذه التوراة والإنجيل أنه شخص ثالث لا هو الله ولا هو النبي الذي يزعمون أنه جاء بهذا الكتاب. ولذلك يقولون أن أقدم النسخ التي عثر عليها من التوراة بينها وبين موسى 300 سنة. والأناجيل أيضا التي كتبت بينها وبين عيسى مفاوز ومن كتبوها ليسوا من تلاميذه ولا من حواريه ولذلك فيها من التحريف الشىء العجيب، الله تعالى تكفّل بحفظ هذا القرآن. ولذلك عندما نتحدث في مجالسنا هذه الآية تدل على كذا وانظر إلى قوله تعالى كذا فنحن مطمئنون أن هذا حق وأنه كلام الله ونحن مطمئنون أن لم يدخله أي تحريف. وإن كان دخله تحريف لوجدنا في أنفسنا شيء في الإستنباط. ولكن عندهم في التوراة والإنجيل لا يوجد هذه الطمأنينة والشعور بالنعمة والفضل الذي امتن الله به على أهل القرآن.

وقلنا أن صيغة ظلام جيء بها من أجل الجمع ولهذا شاهد في سورة غافر قال تعالى {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر} فلما جاء بالذنب جاء بغافر ولما جاء إلى قوله تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه} لما جاء للجماعة , لكل من تاب هو غفار مهما كثر ومهما كثرت ذنوبهم جاء بـ"غفار" صيغة مبالغة.

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}

هذا تابع لما قبله {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (من 181 آل عمران). هذا من جدل القرآن فهو يذكر شيئا من جدلهم ويرد عليهم ردا مفحما فيقول إن هؤلاء قالوا إن الله عهد إلينا على لسان الرسول الذي جاء إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار.يعني أنت يا محمد ليس لديك هذه الميزة أو الخصلة فنحن لا نؤمن لك حتى تكون كذلك. الله يرد عليهم {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. الذي قلتم أي بالقربان تأكله النار. وهذا يدل على أنكم كاذبون في دعواكم وأن هذه الدعوة مجرد مماحلة ومماحكة لا طائل من ورائها. في الأمم السابقة كما في قوله سبحانه وتعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة} كيف تُقُبِل؟ قالوا أن الله إذا قرّب أحدهم شيئاً يرسل نارا فتحرق القربان فتكون هذه علامة على قبوله وسار ذلك في الأنبياء. ولذلك قصة طريفة يقولون بنى عبد الملك بن مروان دارا وبنى الحجاج بن يوسف دارا فجاءت صاعقة فأحرقت دار عبد الملك فتشاءم بذلك فجاءه الحجاج فقال يا أمير المؤمنين قد تقبل الله قربانك ولم يتقبل قرباني فسُريّ عن عبد الملك. لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما خص به الله عن بقية الأنبياء قال {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحلت لي الغنائم. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3122. خلاصة الدرجة: [صحيح]} فنحن الأمة الوحيدة التي أحل الله لها الغنائم. هذه أراد اليهود أن يستغلوا هذه الثغرة ضد النبى صلى الله عليه وسلم ولكن جاءت على رؤوسهم. هناك أنبياء تقبل الله قرابينهم ونزلت النار على ما تقربوا به إلى الله ومع ذلك ما آمنتم بهم!. يا كذبة إذاً أنتم تريدون المماحكة! ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير