تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فائدة في المناظرة انظر كيف يلقن الله الحجة للنبي {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} هذا ما كان يعرفه النبي ولكن الله يلقنه ويعطيه الحجة. ولما قال (بالبينات) دلالة على أن البينة التي يعرف بها أنه رسول أم لا أن هذه الأشياء ليست هي البينات. هذا الكتاب الذي جاء به محمد هو البينة الدالة على أنه رسول من عند الله كما قال تعالى {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت} إن كنتم تطلبون آيات فقد جاءت هذه الآية العظمى أليست كافية بأن تؤمنوا بأنه رسول الله وأنه جاء بالبينة الحقة من الله. بعض الناس ربما يقول في نفسه أنا أرى أن دلالة معجزة موسى على نبوته أقوى من معجزة القرآن على نبوة محمد. معجزة موسى عصا يلقيها فتنقلب ثعبان وتأكل الثعابين يرى بعض الناس أن هذه دلالة أقوى والله يقول. {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت}. في هذا إشارة أن دلالة القرآن على نبوة محمد أشد من دلالة معجزات الأنبياء السابقين على نبوتهم ولكن نحن فينا نقص وضعف في إدراك هذه الحقيقة من إدراك أعجاز القرآن بما فيه من الأسرار والحجج الجازمة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ضعف فينا وخلل يجب علينا جميعا تداركه وأن نحيي في الأمة العناية بالقرآن ولغة القرآن حتى يتذوقوا هذه الأسرار التي جعلت القرآن حجة أبلغ من الحجج السابقة ولذلك تسمى الآية الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم على نبوته. فكما أن موسى كانت معجزته العصا فإن القرآن هو الآية الكبرى للنبي على نبوته.

يقول {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. فيها دلالة على أهمية معرفة التاريخ وأن من يناظر أمثال اليهود والنصارى وغيرهم ينبغي أن يكون عارفا بالتاريخ حتى يستطيع أن يحتج عليهم .. قد جاءت رسل بهذه القرابين وما آمنتم بهم. وهذه مسألة تاريخية فيها الدلالة على أهمية معرفة التاريخ عموما وتاريخ من تناظرهم خصوصا.

في قوله {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} هذه تكرر معناها في القرآن وفيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أنت لست بدعا في هذا الطريق إن كنت كُذبت وأنت تضيق ذرعا بتكذيبهم لك فهناك رسل قد كذبوا قبلك جاءوا (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) بمعنى أنهم جاءوا بالشيء الواضح التام الذي تقوم به الحجة أنه مرسل من الله ومع ذلك كذبوا. فما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعاً فليس بدعا أن يكذبوا رسول الله خاصة من هذه الأمة التى بلغت من البعد عن الحق الشيء الكثير جداً. ما آمنت بما رأت وهي تراه أمامها فكيف بشيء غيبي بما يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما عنده وهم يعلمون ان ما أخبرهم به هو الحق ولكن هذا هو الحسد.

لما قال بالبينات ثم قال والزبر والزبر جمع زبور ومادة زبر بمعنى كتب. ما الكتاب المنير هنا؟ الزبور إشارة لما سبق من الكتب والكتاب المنير إشارة إلى ما نزل على الرسول. أو أن تكون كلمة الكتاب اسم جنس بأنه الكتاب المنير الواضح إشارة إلى أنه ينير الطريق. البينات واضحة في نفسها والكتاب المنير فيه إشارة أنه ينير الطريق. وممكن ان نقول أن الزبر إما يراد به ما أنزل على الأنبياء السابقين أو الزبر ما أنزل على الأنبياء والكتاب يكون الجنس وهي الكتب التي أنزلت بما فيها كتاب النبي. ومعروف أن الزبور هو ما نزل و {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) الأنبياء} فسرها كثير من السلف بأنها التوراة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير