تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لما أكد على السماع بعد البلاء دل على أن سيكون كثيراً وأن المؤمنين ينبغي لهم أن يكونوا ثابتين ولا يتأثرون بما يسمعون من الكفار. العجيب أنه قال أذى والأذى ليس هو الشيء الذي يضر الإنسان هو يؤذيه ويقلقه ويخرجه عن وضعه الطبيعي ولكنه لا يضره أي ليس فيه قتل ولا دماء ولا أشلاء وهو كثير الآن نجد الإعلام اليهودي الذي هيمن على العالم يشتغل على هذه القضية اشتغالا كبيرا فيصفنا بأوصاف بالغة في البشاعة والقبح وكل ذلك ينبغي ألا نقابله بالبغي والعدوان والظلم والخروج المشروع والتعقل. وهذا أذى وغالباً أذى مثل هؤلاء لا يأتي إلا ردة فعل لما يراه عليك من الخير. أي هو حسد. ولذلك قدم الذين أوتوا الكتاب على المشركين مع أن المشركين أشد كفرا من الذين أوتوا الكتاب ولكن الذين أوتوا الكتاب يحسدونا على ما أوتينا فماذا يفعلوا؟ يسمعوننا أنتم تفعلون كذا ورسولكم كذا تزوج تسع نساء وأشياء من هذا القبيل التي يريدون منها أن يستنقصوا من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذا نظرنا من ناحية شعبية مستوى الأفلام فهي كثيرة الإساءة للإسلام يلتقطون ما يظنونه عيوبا في تاريخنا الإسلامي فيبرزونه. وعلى المستوى العلمي نجد دراسات كثيرة لكثير من المستشرقين والملحدين والمرتدين أيضا على نفس الوتر ويدعون الحيادية ولا منهج علمي فيطعنون في المسلمين وفي الصحابة في أمهات المؤمنين وفي قواد المسلمين وفي عدالة الصحابة. كل هذا داخل تحت هذا الأذى. ما الحل؟ {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} وهذه تكررت كثيرا في هذه السورة. في مجال المعركة قال {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران} وهنا أيضا {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} وهو مجال معركة أيضا. وقال ذلك من عزم الأمور يعني من الأمور التي يعزم عليها. من الأمور الشاقة التي لا يطيقها كل واحد ولذلك تحتاج هذه المعارك فعلا إلى حسن إدارة وسياسة وألا يستفزنا عدونا فيها. وهذا الآن الذي وقع فيه بعض الشباب هداهم الله لما سمعوا الإعلام الغربي يسب ويشتم ذهبوا يتصرفون تصرفات ليست من الصبر والتقوى في شيء. ما ذنب هذا النصراني المسكين الذي يعيش في البلد الفلاني أن يحرق بيته أو تكسر سيارته لأن الإعلام اليهودي يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!. أنا أذهب إلى الذي آذى فأناظره وألجمه الحجة أما هذا المسكين فليس له من أمره شيء. وهذا من الحكمة حسن إدارة المعركة. الآن هم يريدون أن يستفزونك حتى يزيدوا في الأذى حتى يقولوا للعالم كله انظروا تصرفات المسلمين!. هل هذه تصرفات تليق بمن يدعون أن عندهم رسالة للناس كافة! فيجب أن تقطع عليهم الطريق لذلك نحن الآن الحمد لله كثير من المسلمين أحسنوا استثمار هذه الفرص. لما سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بادرت كثير من الهيئات لإنشاء المنظمات للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم تعالوا نعرفكم، هم شرذمة قليلة تشيع هذا ولكن تعال للملايين التي لا تعرف شيئا تعالوا نعرفكم بهذا الشخص وحقيقته وقد دخل الناس في دين الله أفواجا وكانت خيرا. وهذا من حزم الأمور وحسن إدارتها استثمرناها. وجهات أخرى طبعوا المصاحف وترجموها وبذلوها للناس. إن حب الفضول دفع كثير من الناس الذين لا يسألون عن محمد عليه الصلاة والسلام وعن الإسلام أن يقولوا من هذا الرسول؟ وما هو الإسلام؟ نقرأ. فعرفوا أن الحقيقة غير ما يروج له هؤلاء الكذبة. ولذلك {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} هذه أصل في الحرب الإعلامية. هذه الآية أصل في الجهاد الإعلامي ينبغي للمسلم أن يستحضرها. اليهود لما تسلموا الإعلام وأمسكوا بزمامه سلطوا الحرب على المسلمين. ماذا جنى العالم من ذلك؟ صار العالم لا يعرفون شيئا عن الإسلام إلا الإرهاب. تسأل بعض الغربيين ماذا تعرف عن المسلمين يقول العبارات التي يبرزونها وهي ليست مشرفة وهذا خطير وهذا لا يستغرب. عندما يأتي عدوك ليدير الحرب بشكل إحترافي أنا أحترمه ولكني ألوم نفسي بأني لا أقابله بمثل طريقته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير