تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

انظر ما ذكر أبو سعيد الخدري فيما رواه البخاري عنه قال {أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}. الآية. الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4567خلاصة الدرجة: [صحيح]}. الظاهر أن الآية تشمل هذا وهذا ولكن لا تحمل على علتها لا تحمل على ما ذهب إليه مروان من أن الإنسان قد ينسب إليه أشياء وهو غير كاره وهي أشياء عادية. قد يشكل على البعض ما ذهب إليه ابن عباس والسياق أنها في اليهود واضح فكيف روى البخاري ما روى عن ابن سعيد؟. وهو روى عن مروان بن الحكم فهل هذا تناقض؟ نقول لا. قولهم "فنزلت" لا تلزم أنها سبب النزول المباشر لكن لو تأملنا الحدث الذي حدث من المنافقين هل يدخل في معنى الآية أم لا يدخل؟ يدخل، فكأن أبا سعيد أراد أن يقول أن الآية تشمل هذا الصنف من المنافقين الذين فعلوا هذا الفعل. انهم ادعوا أنهم قاموا بأمر في الإسلام ولم يقوموا به. ويؤكد ذلك ما رواه الطبري ابي حاتم عن ابن عباس {قوله يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا أن يقول الناس لهم علماء وليسوا بأهل علم لم يحملوهم على خير ولا هدى ويحبون أن يقول الناس أنهم فعلوا} أن يقول الناس أنهم قد فعلوا وبذلوا وجاهدوا وضحوا وهم لم يفعلوا شيئاً من ذلك وإنما كانوا يبحثون عن الدنيا وينبذون الكتاب وراء ظهورهم ويشترون به ثمنا قليلا ونحن نحذر من هذه الصفة. إحذر يا مسلم أن تتزيَّ أمام الناس بأنك من العُبّاد أو ممن يصلون الفجر ومن يقومون بأمر الدين وأنت لست كذلك. هذه وصية. في عصر الإعلام يحاول بعض الناس التزي بشيء ليس فيه من قريب أو بعيد يعني يظهر أنه من أهل الدين والإصلاح وهو من أهل الإفساد وأهل الفجور. نحذر أن نتصف بهذه الصفة.

{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ختام لسورة آل عمران هذه السورة العظيمة التي يتحدث سبحانه وتعالى في أولها عن النصارى ثم غزوة أحد وطال الحديث فيها ثم يرجع الآن كما ختم سورة البقرة {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) البقرة} هنا نفس القضية يقول الله سبحانه وتعالى {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. افهم من هذا أنه يأتي بيان ملكية الله للأشياء بعدما يذكر الأمر والنهي والتفاصيل يقول انتبهوا يا عبادي المُلك لي وحدي وأنتم عبادي وأنا المتصرف في ملكي كيف أشاء خصوصا بعد ربطها بالبقرة. وجاء بنفس اللفظ تقريبا في سورة آل عمران وبعد الأوامر. لا يُسأل عما يفعل. خذوها مأخذ الجد وقوموا بها فأنتم عبيد لله والله هو المالك لكم والمتصرف فيكم والذي بيده كل شيء من شؤونكم.

ثم ختام عجيب للسورة {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ثم يذكر من صفاتهم {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لاحظ كيف يذكر مواطن العبد في عبادته لربه سبحانه وتعالى وخلوته مع ربه وذكره له في قيامه وقعوده وعلى جنبه. وهناك فائدة تأمل عندما ذكر مواطن العبادة قال (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) قدم القيام لأنه أشرف ولأن الأصل في العبادة أن تصلي قائما. ولكن لما ذكر المرض {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12) يونس} قدم المضجع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير