تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويرتاح ويطمئن فيخرج وقد شعر أن هذه المعنويات الجميلة قد خلّفها في بيته

إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)

بسبب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وقد تكون مثالا للذين "لا يألونكم خبالا". الطائفتان يقصد بهم قبيلة بنو سلمة وبنو حارثة كادوا أن ينسحبوا من معركة أحد ويتركوها بسبب رئيسهم عبد الله بن أبيّ ولكن الله ثبتهم فبقوا وثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} فثبتوا. ولذلك يقول جابر {نزلت هذه الآية فينا: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}. بني سلمة وبني الحارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: {والله وليهما}. الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4051خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فرب ضارة نافعة. (الله وليهما) في حق من ثبت إبتداء أشد. ولكن ثبتت له الولاية وهذا ما يريده جابر رضي الله عنه. وهذا مثال لقوله تعالى {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} فكون عبد الله بن سلول ينسحب بالجيش يدل على أنك إذا اتخذت بطانة فسيكون الأمر مثل ذلك، تخُذَل في أحرج المواقف. ولذلك فإن طالوت عليه السلام لما أراد أن يغزو عدوه جعل الله له شيئا يبتلي به الناس قال {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)} (البقرة) تصفية حتى إذا دخل المعركة دخل فيها بأناس يثبتون ويصبرون فعرف بذلك الصادق من الكاذب من المنافق. أي أن سُنة الابتلاء هذه لا بد منها ولا يسلم منها أحد. ويقول البعض لماذا لا نلغي الاختبارات في المدارس والجامعات؟ نقول يا أخي كيف نعرف من يستحق هذه المكانة. الإبتلاء سنة في الدنيا والآخرة وفي الجنة والنار {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)} (البقرة).

{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} قوله سبحانه وتعالى "على الله" اسلوب من أساليب التوحيد أو الحصر. أي عليه وحده وليس على أحد سواه. والتوكل لا يجوز أن يكون على أحد من الناس. إنك تُوكل أحدا ولكن لا تتوكل عليه بمعنى أفوض الأمور ولهذا من الخطأ أن يقول الناس توكلت على الله ثم عليك. توكلت على الله يعني فوضت أمري على الله وحده ولكن وكلتك أن تقوم بالأمر الفلاني فلا بأس في ذلك. وهنا أمر مهم جدا في قضايا جهاد الكفار فمن أعظم الأشياء التى يجب أن يتربى عليها المؤمنون إذا أرادوا النصر على أعدائهم التوكل على الله. المعارك لها أسباب وعُدة ولكن كل هذه الأسباب والعدة ليست بشئ أمام تفويض العباد أمورهم إلى الله سبحانه وتعالى ولذلك على العباد ألا ينظروا إلى الأسباب. نعم يعدوا ويتخذوا الأسباب ويقوموا بما أوجب الله عليهم ولكن لا ينظروا إليها ولا يجعلوها ميزان بينهم وبين عدوهم. كم دخل المؤمنون معارك وعدوهم يزيد عليهم عدة وعتاداً وكل معارك المسلمين تكاد تكون كذلك. ومع ذلك ينصر الله أهل الإسلام بصدقهم وحبهم لله ولرسوله وولايتهم لله ورسوله وتوكلهم عليه وتفويضهم أمورهم إليه. الله عز وجل أصلا ينصر عباده وينصر دينه ولكن يأمرهم أن يتخذوا الأسباب. في معارك المسلمين الأولى أيام أبي بكر وعمر الجيوش التي أرسلت للشام لملاقاة الروم كان جيش شرحبيل بن حسنة وجيش عكرمة بن أبي جهل وجيش عمرو بن العاص وجيش أبو عبيدة كانت جيوش متفرقة تنازع الروم فلما أرسل عمر إلى خالد بن الوليد في فلسطين أمره بالإتجاه إلى اليرموك. خالد بن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير