تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله يقول انشقت السماء ولم يقل انشق النجم وأنت تقول نجم. النجم شيء والسماء شيء إلا أن يكون عند هذا القائل أن السماء والنجم شيء واحد. إذاً أنت تخالف أشياء كثيرة لا تتناسب مع النظم ولو قال أن هذا تقريب لما استطعت أن ترده. المقصود أن يجب أن يعتني من له عناية بالإعجاز العلمي أو التشريعي أو التاريخي أن يعتني بالنظم. المشكلة تأتي من بلاغة القرآن حتى المتخصصون في التفسير ليسوا كلهم على قدم واحدة في فهمهم للنظم العالي للقرآن. بعض الزملاء تخصصه فيزياء او كيمياء "فيطب" مباشرة في الآية ويتجاوز التفسير وخلافه ويدخل مباشرة إلى فهم للآية. نظم القرآن يحتاج إلى دراسة مستقلة وملكة علمية. كان الأولى بك قبل أن تنطلق إلى الإعجاز العلمي أن تمر بالإعجاز البلاغي والبياني وتتقنه وهذا من أسباب الخلل. وإلا الإعجاز العلمي هو في حقيقته إعجاز بلاغي (نظم). هؤلاء دعه يفكر كيف يشاء إذا أراد ليس هناك مشكلة في أن يتفكر ويتدبر ولكن أن يعلن هذا للناس ويقول: يا أيها الناس هذا هو فهم الآية , نقول لا, ليس هذا مكانك. هذا يجب أن يتولاه من هو أقدر وأدرى بهذه اللغة وأعرف للنظم ونقول لك هذا الفهم الذي فهمته لو صحيح يصح أن ينشر ويعلن أو غير صحيح فاجعله طيّ صدرك. ولا نمنع الناس أن يفكروا. بعضهم يقول إذن نحن ما ممكن أن نتفكر ونتدبر حتى نكون علماء؟. وهذا غير مقصود ولكن أن تشيع وتكتب وتقول أن هذا فهم الآية , نقول لا, دونك, لا تقول هذا حتى ترجع إلى أهل العلم كما قال الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)} (النحل). وهذا احترام للتخصص. بعضهم يتجاوز هذا ونحن لا نشك في نياتهم ولكن بعضهم يبالغ ويتجاوز ويقول أن فهم المفسرين كله خاطئ والصواب هو الذي جئت به أنا وهذا غير صحيح. وسبق أن ذكرنا أنه لا يمكن أن يأتي المتأخرون بفهم للقرآن لم يكن أصله عند الأولين فهم بنوا أصل الفهم. كونك تزيد أو تستنبط وتفهم فهوما جديدة مبنية على ذلك الأصل هذا لا مانع منه ولكن أصل الفهم وأصل المعنى الذي يعرف به مراد الله عز وجل لا يمكن أن يخلو العصر الأول من فهم لمراد الله ويأتي في العصر الأخير من فهم مراد الله وجهل أولئك مراد الله سبحانه وتعالى وهذه قاعدة مهمة جداً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً) هناك شبهة تثار من بعض المفكرين ووسائل الإعلام يقولون أنتم بالغتم في تحريم الربا. والمحرم من الربا هو الربا المضاعف الذي كان في الجاهلية. هذا الكلام سمعته من رجل إعلامي كبير وأستاذ فاضل قال أنا لم آكل أضعافا مضاعفة بل ضعف واحد فقط وتمر المسألة. توجد مسألة في القرآن تسمى التدرج في التشريع والنسخ. ومسألة الربا هي من المسائل التي تدرج فيها الله سبحانه وتعالى في تشريعها للناس ما حرمه دفعة واحدة. جاء إلى مجتمع كلهم يأكلون الربا ويعيش معظم التجار عليه ثم يقول ممنوع وخصوصا أهل مكة وهم أهل تجارة. الله سبحانه وتعالى حرم الربا بالتدرج فبدأ بقوله في سورة الروم {وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)} (الروم). أنتم تُرابون في أموال الناس ولكن لا يربو عند الله فيها ذم للربا, ولكن ليس فيها تحريم. فبعض الذين يتحسسون قالوا هذا فيه ذم للربا فتوقفوا عنه ولكن الذين يتعاملون به بقوا في تعاملهم به وهم معظم الناس حتى جاءت سورة آل عمران. سورة الروم سورة مكية قديمة كانت والله أعلم في السنة الخامسة من البعثة في أول العهد النبوي أما سورة آل عمران فقد نزلت في معركة أحد أي في السنة الثالثة أو الرابعة من الهجرة أي بعد سورة الروم بتسع سنوات تقريبا. الله سبحانه وتعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)}. المفسرون يقولون أن هذا المفهوم لا معنى له يعني إنه تحريم للربا ولكن "أضعافا مضاعفة" تصف الواقع لأنهم كانوا يبالغون. ولكن ليس معناها أنه يجوز أن تأكلوا الربا ضعفا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير