تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واحدا. ولكن إذا فرضنا أن هذه الآية تحرم أكل الربا مضاعفا وتسمح بأكله ضعفا واحدا فقط, لكن جاءت آيات أخرى متأخرة في سورة البقرة وبإجماع العلماء أنها من أواخر ما نزل وفيها ميزة أنه فيها تصريح في قوله سبحانه وتعالى {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)} (البقرة). ولكن إذا قلت أنا آخذ أي سورة في القرآن ألتزم بها. أن القرآن الكريم كله حق فيقال أنا ممكن أفتح المصحف وأي آية أقع عليها آخذها. نقول لا , القرآن الكريم ليس بهذه الطريقة يفهم القرآن ولا أي كتاب آخر نأخذ منه كلمة ونبني عليها. أي أن الله في آخر الأمر حرم الربا وأنه لا يجوز أن يستدل إلا بالآية في سورة البقرة على تحريم الربا. هي الآية الصريحة في تحريم الربا {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)} (البقرة). وهذه فكرة النسخ.والسؤال هو لماذا تبقى الآية المنسوخة؟ لكي نعرف رحمة الله وتيسيره. ولو تأملنا في ترتيب آيات الربا نجد أنه معكوس, الروم ثم آل عمران ثم البقرة. وهذا يرجع أيضا إلى قصة نظم القرآن سواء في آياته أو سوره. لا يؤخذ الحكم من آية واحدة مستقلة. ونقول لمن يأتي لهذا الكتاب يريد أن يتعلم نقول أنتبه هناك شيء اسمه علوم القرآن , أدرس علوم القرآن لكي تتضح عندك مسائل كثيرة جداً قد تغفل عنها بل قد تقع في مشكلات وأنت لا تعرف مثل هذه القضية كما الآن إذا أخذ واحد سورة آل عمران فقط سيكون فهمه فيه شيء من السلامة من جهة النص كفهم مستقل. وهذه تذكرني بقصة علي بن أبي طالب وجد قاصاً يقصّ فقال ياهذا هل تعرف ناسخ القرآن من منسوخه؟ قال لا. قال إنما أنت ابن اعرفوني. أنت تريد الشهرة, هلكتَ وأهلكتْ. يعني ما أردت بالذي فعلت إلا أن تقول للناس اعرفوني عندما جلست وتصدرت وأنت لا تعرف هذه البديهية من بديهيات العلم.

قضية في فهم النص {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)} جاءت لبيان الواقع وأن الربا حرام كله مضاعف أو غير مضاعف ولكن الآية جاءت للتنصيص على حالة كانت موجودة. لو رأيت شخصاً يريد أن يعتدي على مال إنسان نائم فقلت يا أخي حرام عليك تأخذ مال أخوك النائم؟!. هل معنى ذلك أنه لو كان غير نائم يحل لك أن تأخذ ماله؟ إنما تحدثت عن حالة واقعة ومشاهدة. المقصود من الحديث أن الآن أتحدث عن حالة معينة وهو الذي نزلت فيه الآية. كان أهل الجاهلية يأكلون الربا أضعافا مضاعفة. وهذا قيد غير مراد أو مفهوم غير مقصود. هل يستطيع الواحد أن يفهمه من النص؟ ولكن بالظروف والأحوال التي نزل فيها النص. والأحوال هذه لا يعرفها إلا من نزلت فيهم وهذا يؤكد على أهمية معرفة تفسير السلف.

وصورة الربا المضاعف أن يعطي الإنسان أخاه قرضا فيقول في رأس الحول تكون المائة مائة وعشرون, وإذا جاء نهاية العام ولم يستطع أن يسدد يقول له نعم تبقى المائة عليك ونزيد بدل مائة وعشرون تصير مائة وأربعون, وهكذا المضاعف. ويبقى هذا المسكين باستمرار يتضاعف عليه الربا وهذا يأكل جهد ذلك الفقير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير