تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اللَّهُ} لكي تذهب وتسأله؟ وذلك في بعض الآثار {عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يحكي عن ربه عز وجل قال " أذنب عبد ذنبا. فقال: اللهم! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك ". قال عبد الأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة " اعمل ما شئت ". الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2758خلاصة حكم المحدث: صحيح}. أي أن الله سبحانه وتعالى عندما يرى العبد يقول استغفر الله قال {أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك}. ولكن عند الأديان المحرفة حتى يتوب معاملة طويلة متعبة كأنها تقف بينك وبين أن تتوب. لو كان الآن من شروط أن أتوب أن أذهب إلى المفتي قد أتكاسل وأقول فيها فضيحة ولكن هنا فلا. {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} فتح لباب التوبة على مصراعيه بينك وبين الله سبحانه وتعالىـ تُب إلى الله وكرر التوبة ما شئت أن تذنب ثم تذكر الله واستغفرت كأنه ما حصل شيء. وهذا الاستغفار لا يحتاج إلى موقع كأن تذهب إلى مسجد أو غيره. في الليل أو في النهار نفس اللحظة التي أذنبت فيها. وكأن هذا من معاني النظم عندما قال سبحانه وتعالى {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا} قال ذكروا الله فاستغفروا مباشرة ولم يقل ذكروا الله ثم استغفروا. يبادر إلى التوبة وهذا من معاني "سارعوا" عندما تذكر الذنب لا تقول إن شاء الله إلى الغد أتوب أو في رمضان أو بعد أن أحج أو بعد الأربعين. لا يا أخي إذا فعلت ذلك فقد يطبع على قلبك فلا توفق إلى التوبة مدى الحياة. ولذلك لما ذكرت ذنوب الأنبياء في القرآن كان من أعظم الحكم في ذكرها أن يذكر أنهم يبادرون إلى التوبة بعد الذنب مباشرة، وهذه من المزايا. انظر في قصة نوح عليه السلام قال {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)} (هود) قال نوح {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)} (هود) مباشرة. لم يقل يا ربي سأستغفرك في وقت لاحق بل قال {إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}. ذنوب الأنبياء يذكر بعدها مباشرة في كل المواطن في القرآن كيف أنهم عادوا إلى الله في وقت الذنب. ولذلك في قصة داود لما حكم بين الخصمين فاستمع إلى أحد الخصمين وترك الآخر {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25)} (ص). وهذه دروس رائعة. الحسن البصري قال أن الله لم يذكر ذنوب الأنبياء ليعيبهم بها بل ذكرها لتهتدوا بهم في التوبة وهذا هو مقصد ذكرها. ولذلك أنت تطمئن كعبد مسكين تقول من أنا؟ النبي محمد صلى الله عليه وسلم والنبي داوود عليه السلام ومن أنا؟ وهؤلاء لما وقع منهم ما وقع استغفروا الله فغفر لهم فأنت إذن بادر. جعلها الله نور في حياتهم يقتدى بهم فيها. انظر {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير