تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يشير إلى الفرق بين تعامل العبد المؤمن مع هذه الكائنات وتعامل الكافر، هناك مسألة مهمة جداً أن الإيمان من آثاره التفكر في هذه الكائنات وأقول انظروا لعبارات الكفار من الشرق والغرب وخاصة من الغرب الذين يتكلمون عن الحضارة اليوم وهم يتكلمون عن الفضاء يستخدمون عبارات تدل على محاربة ومعاداة مثل "حرب النجوم، غزو الفضاء" عبارات فيها تحدي كأن ليس بينهم وبين هذه المخلوقات أي صلة بخلاف المسلم الذي يرى أن هذه المخلوقات مثله في الإيمان فيتمتع فيها. فائدة أخرى أن المسلم إذا كانت الحضارة منطلقة منه فإنه يعرف الحدود التي يجب أن يصل إليها ولا يتجاوز هذه الحدود في أمور لا تنفع البشرية. ولهذا يقول تعالى (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه) أية فكرة تقوم الآن على أن هناك كوكب آخر يمكن أن يسكن فيه الإنسان المسلم عنده قاعدة واضحة جداً من ربه في هذا المجال فلا يصرف الأموال في هذا المجال وإنما يصرفها في مجال آخر. ولهذا نحن ندعو من منّ الله تعالى بهذه التخصصات من علم الفلك وغيره أن يدعوا الناس بهذه العبادة، هناك كتاب لطيف إسمه "الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان" ذكر بداية تكوين الإنسان وحاول أن يأتي به بصورة إيمانية مشرقة وكيف يمكن أن نوظف هذه المعارف لتقوية الإيمان وهذا للأسف غير موجود فتجد بعض المنتسبين للإسلام والباحثين إذا أراد أن يبين هذه يذهب إلى القرآن يحاول أن يستنبط منه ويفسر القرآن بما يسمى بالإعجاز العلمي مع أن عنده في مجاله ما هو أوسع من ذلك، أنت عندك آية عامة انطلق منها واشرح لنا بديع صنع الله سبحانه وتعالى في هذا المخلوق الذي هو الإنسان (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات) فاشرح لنا لماذا خلق الله فينا من العجائب والقدرات وهذا الدم الذي يجري وقد ذكر أحد الإخو ة أن أحد الدكاترة درّسهم فكان أحياناً يلمح إلى بعض هذه الأشياء ومرة ذكر لهم عن عرق في الدماغ فقال لهم الدم يسري الآن في هذا العِرق بقدرة الله ولو أصيب الإنسان بجلطة فيه فإنه سيموت وهذا العرق صغير جداً يقاس بأقل من المليمترات فلما تشرح للناس مثل هذا وتربطه بقدرة الله تعالى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) الأعلى) فانظروا بديع صنع الله وهذا مجال رحب، ومع الأسف هذا الموضوع لم يطرح كثيراً وقد كان د. مصطفى محمود يُعنى بهذا في برنامج العلم والإيمان ومثل هذا مفيد جداً في عبادة التفكر التي أمرنا الله تعالى بها.

سجل القرآن الفرق بين أهل الإيمان وأهل الكفران فقال في سورة يوسف (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)) بينما أهل الإيمان قال فيهم (إن في خلق السموات سبحانك) هذا التفكر يفيدهم ويزيدهم إيماناً ولهذا قالوا بعدها (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران) فانظر المقارنة بين هذين الصنفين فأقول تجلّت آيات للكفار في هذا الزمان ما تجلّت لأحد قبلهم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومع ذلك كلما جاءتهم آية ازدادوا طغياناً وكفراً والسبب هو عدم وجود الأصل الذي هو الإيمان بالله عز وجل. وهذه دعوة للباحثين الذي يبحثون في علوم الحياة أن يستثمروا هذه العلوم التي يعلمونها في نفع الناس وهذه المسائل تدور في المجالس المتخصصة ولكن نقلها لعامة الناس ولجمهور المسلمين لكي يعرف كل واحد قدر نعمة الله عليه وفضل الله سبحانه وتعالى عليه في تسخير السموات والأرض وما فيها من قدرة الله ودلائل قدرة الله التي تدعونا لاستقرار اليقين في قلوبنا وهذه عبادة من أجلّ العبادات ولذلك ختمها (سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وهنا يأتي سؤال لماذا هذه الدعوة بالذات بعد أن يتفكر الإنسان بهذه المخلوقات وهذه القدرة الهائلة؟ يظهر لي والله أعلم أنه عندما يجد المسلم ويتفكر في هذه النعم الجليلة كأنه يقول يا رب أنا لا أطمح في الدرجات العالية من الجنة لأنني مقارنة بهذه النعم العظيمة في غاية التقصير فغاية ما أريده يا رب أن تقيني من عذاب النار وهذا يذكرنا بالآية السابقة (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ (185) آل عمران) فكيف بنا ونحن أمرنا أن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير