تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)) هذه بعد فتح مكة وهذه قصتها كما سيأتي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل جوف الكعبة ثم خرج وتلا هذه الآية والصحابة يقولون أن هذه الآية نزلت عليه وهو في جوف الكعبة، تلا هذه الآية وقال أين طلحة؟ فأعطاه مفتاح الكعبة وهو معهم إلى اليوم. المقصود أن هذه السورة لو تأملناها وبحثنا فيها لمّح حولها الطاهر بن عاشور أنها تكاد تكون متأخرة يعني في السنة السادسة وما بعدها لكن تقع القضية وهي بما أنها متعددة النزول ثم يضم بعضها لبعض بالتحديد متى بدأ نزول هذه السورة فوصفت بهذا الإسم، قد يكون متقدماً عن السنة السادسة وقد يكون المتكامل في السنة السادسة وما بعدها. وهذه القضية لم يُعنى بها علماء علوم القرآن بهذه التفاصيل وهي مكان جيد للبحث ولم يُعنى بها من تتبّع ترتيب النزول وقد سبق أن ناقشنا هذه الفكرة وطرحنا الجميع بين الطريقتين فتكون مقدمة السورة –كما قال ابن عاشور- فيها تفصيلات لترتيب النزول ووضع الفوائد المرتبطة بهذا ثم بعد ذلك يفسر القرآن على حسب ترتيب النزول في المصحف وإذا وردت فوائد أيضاً مرتبطة بترتيب النزول عند الآيات المحددة التي يريد من يرى ترتيب النزول أن يبيّنها يمكن أن يبيّنها هنا على نفس الطريقة، وبهذا نسلم من إشكالية مخالفة ترتيب النزول وهي عسرة جداً لو تراجع مثلاً معارج التدبر لعبد الرحمن البنا رحمه الله تعالى لكي تصل إلى الآية أو السورة فيها عسر لأنه خالف الترتيب المعروف مخالفة تامة. السؤال هو أن ترتيب النزول هذا غير ممكن فالذين كتبوا في تفسير القرآن حسب النزول والكلام عن ترتيب سورة النساء ومتى نزلت بالضبط مع أن هذه المسألة مهمة جداً ولكن الغريب أنه ليس هناك عناية بها في كتب علوم القرآن ولذلك الآن أنت لا تستطيع أن تصل للحقيقة لأنها مسألة تاريخية، هذه مثل أسباب النزول تماماً وكنا نحتاج أن يخبرنا الصحابي أن هذه الآية نزلت في اليوم الفلاني ثم إذا نزلت آية أخرى يقول نزلت هذه الآيات في اليوم الفلاني هذه مسألة تاريخية بحتة مثل أسباب النزول لكن لم يُنقل. والعجيب أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يُقسم ويقول والله ما من آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، لكن الآن نحن لا نستطيع أن نحدد هذه التفاصيل التي كان يعتني بها ويعرفها. وكان يقول ولو أعرف أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه المطيّ لرحلت إليه. للأسف نحن لا نعتني بهذا ولذلك يذكرون عن جابر أنه سافر لأجل حديث واحد وأذكر أن أحد الصحابة سافر إلى صحابي آخر لكي يخبره أن الآية الفلانية نزلت في الموضوع الفلاني- جابر بن عبد الله مع عبد الله بن أميس- فالشاهد أن هذه الدقائق والتفاصيل مهمة جداً ولو كان الآن بين أيدينا تاريخ ترتيب القرآن حسب النزول لكان في ذلك علم كثير. وهنا يأتي سؤال آخر: لعلّها حكمة في إخفاء مثل هذه التفاصيل لكي لا يكون بين أيدينا اليوم إلا ترتيب القرآن حسب ما نجده الآن في المصحف. الله سبحانه وتعالى قد قدّر أن الأمر يبقى على ما هو عليه الآن بين أيدينا أنه لا يترتب كثير فائدة في التكليف والتشرعيات والهداية والوصول إلى المقاصد العظمى من وراء ذلك، صحيح أن فيها لطائف وفيها فوائد ولو جاءت لكان الإنسان يستنير في بعض المواطن لكن في باب الهداية التي أُنزل القرآن لتحقيقها أنها ليست مقصودة ولذلك لم يحفظها الله تعالى ولم ترتفع الهمم لحفظها وضبطها مع العلم أنه لا يستغنى عن معرفة ترتيب النزول في المصحف الآن، عبد الله بن مسعود لما يقول: تغلّظون عليها لا نزلت آية النساء القصرة بعد الطولى. يعرف تاريخ النزول لأن باب النسخ في القرآن الكريم مبني على هذا الموضوع وهذا لا إشكال فيه. ابن عباس في الكلام عن القتل في سورة الفرقان نزلت قبل سورة المائدة. هناك جانب في قضية الترتيب ظاهر واعتنى به العلماء ما يتصل بالنسخ وما يتصل بالمكي والمدني هذا معروف وواضح جداً لكن داخل هذه التفاصيل لا نعرف، يعني هل قصة موسى التي وردت في سورة طه نزلت قبل قصة موسى التي في سورة الأعراف وكلاهما مكي؟ لا ندري، يحتاج هذا إلى نظر ثم يبقى في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير