تقيِّم الشخص، اسأل فلان من النّاس ما رأيك هل أصلح بأن أعدِّد أم لا أصلح؟ أنا اعرف أناس لا يصلحون لأنّه شديد الميل، فيه جنوح في أحكامه وفي تصرُّفاته، بحيث تعرف أنّه لا يمكن أن ينجح عندما يُعدِّد. فقوله فإن خفتم أنا أقول هذه حُجّة يجب ان يُتكأ عليها في أن أمر التَّعدد لا ينبغي التهاون به وأنّه يكون من باب المجاراة انا أرى الآن كثيرًا ممن أخفقوا في التعدد، كان سبب إخفاقهم،أنّهم دخلوا هذا الميدان من غير استشارة ولا حاجة شديدة.
د. الشِّهري: بعضهم يُعدِّد من باب أحياناً التَّحدِّي والعناد، أذكر أحد الأصدقاء كُنّا في مجلس وهو معدِّد لديه عدد من الزّوجات، فقال له أحد الجالسين الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من كانت له زوجتان فمالَ إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشِّقه مائل، فقال: أنا أصلاً، شِّقي مائل من الآن.
د. الخضيري: قبل الآخرة.
د. الشِّهري: نعم، من الظُّلم والميل
د. الخضيري: الله لا يبتلينا يا رب. (فواحدةً أو ما ملكت أيمانكم) لمّا قال أو (ما ملكت أيمانكم) دلَّ ذلك على أنّ مثنى وثُلاث ورُباع في الحَرائر، فَلاحظ وهذا استدلال جميل جِدّاً في الدَّلالة على أنّ هذا ليس مُطلقاً يعني قوله مثنى، وثُلاث، ورباع لا يُراد به الجمع الكثير، بدليل أنّه أطلق في ملك اليمين، طبعا المقصود بملك اليمين من هي يا دكتور عبدالرَّحمن؟
د. الشِّهري: طبعاً هي المرأة التي تقع في السَّبي من الكُّفار في حربٍ مشروعة بين المسلمين والكُّفار، فالمرأة المسبية التي تقع في يدِّ الجيش ثمّ تأتي في نصيبك، فهذه يصِّح فيها أنّها ملك يمين.
د. الخضيري: وتكون ملكك وحدك لا شركة لأحد.
د. الشهري: لا شراكة في الإِماء، فلا يصح لإمرأة أن تكون شَريكة بين رجلين لا يمكن هذا.
د. الخضيري: لأنَّ هذا يُفضي إلى اختلاط الأنساب وغير ذلك. وقوله (أوما ملكتم أيمانكم) يقولون فيها تفضيل لليمين حيث نُسِب المُلك إليها دون مِلك اليدين أو ِملك الشِّمال، فيه تفضيل اليمين على الشِّمال.
د. الشِّهري: طبعاً هذا أسلوب العرب في طريقتها في الكلام، أنّها تُضيف من الملك والغَلبة والمبادرة كلَّها إلى اليمين ولذلك يقول الشَّمَّاخ عندما مدح رابع الأوسي يقول:
رأيت عَرابةَ الأوسيَّ يسمو إلى الخيرات منقطعَ القرين
إذا ما رايةٌ رُفعت لمجد تلقَّاها عَرابةً باليمين
فالشَّاهد أنَّ العرب تذكر اليمين وتُفَّضلها وتقدِّمها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد جاء أيضاً بهذه السُّنة، فكان يُقدِّم رِجله اليمنى عند الدُّخول إلى المسجد، وكان يشرب بيده اليمنى، ويأكل بيده اليمنى، ويُصافح بيده اليمنى.
د. الخضيري: تعليقكم يا شيخ مساعد على ما بدأ يشيع بين الشَّباب في كون بعضهم- نسأل الله العافية والسَّلامة- تجد معه إناء العصير أو المشروب بيده اليسار فيشربه بكل أريحية، الحقيقة هذا ما كان موجود بين آبائنا وأهلنا في السَّابق، تعليقك يا دكتور مساعد.
د. الطيّار: طبعاً إذا نظرنا إلى السنّوات الأخيرة نجد في الحقيقة أنَّ هناك غزواً كبيراً جدّاً على الشَّباب، خصوصا في الأفلام وغيرها، ولهذا أنا في نظري أنَّ مِثل هذا والحقيقة نوعٌ من سريان هذه الأخلاق والعادات إلى الشَّباب مع الأسف شَعُروا أو لم يشعُروا وإنّها بسبب كثرة المشاهدة، ثمّ بعضهم يبدأ يألفها مع زملائِه إن لم يكن مشاهداً يبدأ يألفها من زملائه فتكون كالعادة عنده.
د. الخضيري: والحقيقة أنَّ هذا الأمر فيه نهي بالمناسبة، النّبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وليشرب بيمينه فإنَّ الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله. وهذا دلالة على تحريم الأكل بالشِّمال والشُّرب بالشِّمال، وأنا أنبِّه هنا على أمر الآن مثلاً في أواني العصيرات والبيبسي وغيرها من المشروبات التي يشربها النَّاس، تجده وهو يأكل الطعام يحاول يشرب باليسار تقول له لماذا؟ يقول لك: حتى لا ألوِّث الإناء! طيب هذا إناء سيُرمى فأيّ معنى للمحافظة عليه! اشرب بيمينك، وكُل بيمينك، وإيَّاك أن تتشبَّه بهؤلاء. العجيب يا إخواني إنّه ذوقياتنا في هذا الِّدين عجيبة جِدّاً، ذوقيات في الإسلام من أعجب الأشياء، حتى في هذا الأمور انُظر إلى الغَرب على ما بلغوا فيه من تنظيم الأشياء وتَرتيبها، إلا أنّهم في هذه الأمور لم يُنَّظِّمُوها وهذا ممَّا أعماهم الله عزّ
¥