د. مساعد: أنا أقول من الغرائب لأني أنا استغربت لكن المقصود إذا بلغ المال وخرج منها عن طيب نفس لأنها قد تدعي هي، لكن أيًا ما كان فهو استدل القاضي عن عدم طيب نفسها به كونها طابت به قال لو طابت نفسها به لما طلبته.
د. الخضيري: في قوله (صَدُقَاتِهِنَّ) يا دكتور عبد الرحمن حقيقة لما أضاف الصدُقات إليهن دل على ملك المرأة لهذا الصداق هنا يأتي السؤال هل يجوز للولي أن يشترط من المهر جزءًا؟ طبعًا إذا كان الولي من غير الأب فلا إشكال في حرمة ذلك يعني هذا ليس محل إشكال يبقى الإشكال إذا كان هو الأب
د. مساعد: الفرض من الصداق نفسه.
د. الخضيري: نعم يقول أنا أزوجك بنتي على صداق مقداره مثلًا أربعين ألفًا ولي منه كذا
د. مساعد: الظاهر من النص أنه لا يجوز
د. الخضيري: هذا ما ذكره شيخنا العلامة بن عثيمين أنه لايجوز لكن
د. عبد الرحمن: استدل بحديث (أنت ومالك لأبيك)
د. الخضيري: نعم
د. عبد الرحمن: لكن الحقيقة الآية واضحة أنه حق للزوجة للبنت
د. الخضيري: لكن نقول لبقية الأولياء لايحل لهم أبدًا أن يشترطوا شيئًا من صداق المرأة لأن الله جعله خالصًا لها
د. عبد الرحمن: وأن الأكمل حتى لو كان الولي هو الأب الأكمل في حقه أن يكون أرفق بالمرأة
د. الخضيري: أذكر شيئًا مهمًا قد يغفل عنه بعض الآباء والأمهات النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا كن له حجابًا من النار) أو في رواية أخرى (من عال جاريتين فربّاهن وأحسن إليهن كن له حجابًا من النار) يعني أنت تبتغي الأجر الأُخروي فماينبغي لك أن تستعجل شيئًا من أجرك فتحرم هذا الخير العظيم في كونك تستعجل والله أنا أبغى صداقها تعبت عليها إلى آخره. دع البنت إن أعطتك شيئًا من طيب نفس وبذلته لك فهذا من برها وعاجل خيرها وإن لم تعطيك فأجرك على الله وإياك أن تستشرف هذا المال الذي قد وقع بيدها.
د. عبد الرحمن: والله إني أستغرب أحيانًا حين أقرأ بعض الأخبار وبعض الأسئلة التى تسأل فيها بعض البنات وتقول يعني إن والدي يمنعني من الزواج رغبة في مالي أو عندما يتقدم أحد لبعض النساء فيأخذ الوالد الصداق كامل ويترك البنت تتصرف إنت عندك راتب وأقول في نفسي أنا أتمنى الرجل الكفء وأدفع له أنا المهر أشتريه شراء بالعكس أنا من حبي لبنتي أنا أريد أن أدفع إنها تروح للرجل الكفء الذي يستحقها وتستحقه وأستغرب من بعض الآباء الذين يسمسرون لبناتهم إن صح التعبير
د. الخضيري: ويزعل أن يقال أنت تبيع ابنتك، لو قلت هذه ممكن يغضب ويضرب ـ أكرمك الله ـ بوجهك الحذاء من شدة غضبه وهو في الحقيقة أنه كذلك لأنه لما جاءه فلان الكفء رفضه لأنه ما عنده مهر وافي ولما جاءه فلان وأغدق له المال وقد يكون كبيرًا جدًا في السن وقد يكون والعياذ بالله لايعرف بخلق ولادين أعطاه ابنته هذا بيع يا أخي والله بيع ومع ذلك يزعل أن يقال فيه هذه الحقيقة ولا يرضى بها ويرضى والعياذ بالله أنه يسمسر
د. مساعد: قال (فَكُلُوهُ)
د. الخضيري: نعم يا أبا عبد الملك الحقيقة (طِبْنَ) وضوح الطيبوبة في الأموال بمعنى أن الإنسان ما يستحل مالًا إلا وهو يعلم أنه عن طيب نفس من مالكه فلا تحاول تحرج الناس بأخذ أموالهم فلان ما شاء الله ما هذا الجوال الذي معك والله رائع وحلو يعني؟ أعطني إياه، أو فلان ما يقصر بيعشينا الليلة فالرجل خلاص يقول العشاء علي ّ وهو مسكين ما يملك.
د. عبد الرحمن: والله فعلًا إن هذه ملحظ مهم جدًا نغفل عنه كثيرًا.
د. الخضيري: يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لايحل مال امرىءٍ مسلم إلا بطيب نفس منه) قال بعض العلماء (أخذ المال بسيف الحياة مثل أخذه غصبًا) فيعتبر من المال الذي لا يحل للإنسان ولذلك يقال إن من ألجأته إلى أن يعطيك لا يحل لك أن تأكل ماله يعني تقول ما شاء الله ما هذا الخبز الجيد يقول اتفضل كُل كُل كُل، لا تأكل حتى تعلم أن نفس صاحبه قد طابت به.
د. عبد الرحمن: والله هذا حقيقة تربية على الذوق في الإسلام.
د. الخضيري: انتهى الحديث
د. مساعد: بقي (فَكُلُوهُ)
د. الخضيري: ماذا تريد تقول فيها؟
¥