د. مساعد:أقول فيها مثل ما قلنا في (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ) عبّر بالأكل انظر إلى ارتباط المال مع الأكل الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، لاتأكلوا أموالهم هنا قال (فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا) فعبّر بالأكل كما قيل أنه هو الأغلب.
د. عبد الرحمن: ويقولون أنه من أخص أوجه الانتفاع بالمال مباشرة وأكثر وجوهه
د. الخضيري: في قوله (هَنِيئًا مَرِيئًا) يقال إن الهنيء في ذاته والمريء في عاقبته فهو في العاقبة مريء وهو في ذاته هنيء. علي بن أبي طالب له وصفة طبية جميلة عندماجاءه رجل مريض قال: انظر شيئًا من مهر امرأتك لو طابت لك عنها نفسها واخلطه بعسل وماء زمزم قال يجتمع لك الهنيء المريء الشفاء فيكون فيه العافية. لا قال بماء السماء ماء مبارك ماء السماء.
د. مساعد: الهنيء المريء مال المرأة
د. الخضيري: نعم، والعسل قال فيه شفاء، جمع لك الشفاء المبارك الهنيء المريء فتكون عافيتك فيه.
د. عبد الرحمن: والله هذا الحديث يفتح الباب للذين أزواجهم موظفات لأنهم يطالبونهن بالمال الآن! لأن المرأة الآن إذا طابت نفسها للزوج بشيء من مالها أن يكون فيه هذه الصفات مشكلة؟
د. مساعد: طبعًا المريءء فيه معنى أنه الذي يُستمرىء أي يستساغ ولايجد الإنسان فيه ولا غصة لأنه مرتبط بالأكل بالمريء.
د. عبد الرحمن: هل يا ترى هو مجرب الكلام عن علي ّ بن أبي طالب؟
د. الخضيري: لا أدري، ولاعن صحة الأثر الذي ذكره
د. مساعد: لكن فيه لطافة
د. عبد الرحمن:نعم فيه لطافة الحديث جميل جدًا أول مرة أنتبه له،
د. الخضيري: في شيء مهم جدًا أحيانًا تأتي لفظتين في الآية مثل هنيئًا مريئًا فالإنسان يفهم معناه جملةً لكنه لايتنبه إلى دقة القرآن في اطلاق مثل هذه الأوصاف وأن كل واحد منهما مقصود بذاته وله معنى ً مستقل به ينبغي أن تنتبه له أنا كنت أقول هنيئًا مريئًا يعني طيبًا
د: مساعد: تأخذها هكذا!
د. الخضيري: نعم، لكن (هنيء) يعني هنيء في ذاته، (مريء) في عاقبته وعاقبته لايمكن أن تكون إلا خيرًا هذه حقيقة
د. مساعد: وبعضهم من عبر بـ (هنيء) أنه الحلال و (المريء) بالطيب يعني الحلال الطيب وهو تفسير معنى وإلا الأدق ما ذكرت يعني الهنيء في ذاته المريء في عاقبته. لكنه أحيانًا قد تأتي التعبيرات منه للتفسير العام لمعنى الهنيء المريء يعني الحلال الطيب فكل ما كان حلالًا طيبًا فهو هنيء لأنه سيكون في ذاته يهنأ به الإنسان وهو يأكله، مريء أيضًا في عاقبته لأنه حلال طيب فيكون في عاقبته بالنسبة له أيضًا فلايكون لو كان حرامًا لما كان هنيئًا مريئًا أيضًا لو أخذه بهذه الطريقة اغتصبه بطريقة ما حتى الإنسان يكون عنده في نفسه شيء من هذا المال فلايكون عنده الهنيء المريء.
د. الخضيري: (صدقاتهن) عُبِّر عن الصداق في الآية هنا بلفظة الصداق للدلالة على الصدق والرغبة. في بعض الآيات (آتيتموهن أجورهن) فسماه أجرًا ما هي دلالة هذا الأجر؟
د. عبد الرحمن: أن الله سبحانه سوف يأجرك على عليه إذا صدقت نيتك في إعطائه
د. الخضيري: لا، ما يظهر هذا لكن ليعلمك أن المسألة فيها حقوق وأن بذل المال يقابله بذل البضع من المرأة ولذلك المرأة إذا منعت بضعها ما استحقت أجرها!، نعم لو قالت أنا لا أمكّنه من نفسي ما تستحق النفقة لأنه لأن الانفاق في مقابل شيء يُبذل من المرأة (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ) (فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) لذلك الإنسان إذا دخل على امرأة فاستمتع بها وجب عليه أداء هذه الأجرة حتى لو كان النكاح نكاح شبهة وجب عليه في مقابل اتلاف البضع الأُجرة انظر كيف استعمل الصدُقة عندما يكون هناك الرغبة في النكاح في البداية والأجرة عندما تكون هناك حقوق، لاحظ (فما استمعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة).
د. عبد الرحمن: نعم نعم وهذا معنى دقيق جميل
د. عبد الرحمن: ننتقل إلى الآية التى بعدها ياشيخ مساعد؟
¥