تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: أنا أقول في الآية نفسها لو تأملنا الآن لما قلت لكم في بداية الخطاب (وآتوا اليتامى) ثم قال (وآتوا النساء) لما تكلمنا عن آيات الحقوق فالآن المقام مقام اعطاء والمقام مقام استرجاع حقوق لما تقول أعطه حقه كأن المال ليس لك وإنما هو وديعة ترده إلى صاحبه

د. الخضيري: ولذلك يجب وفاؤه كاملًا

د. مساعد: ولهذا أنا ألاحظ لما قال فقط (وآتوا اليتامى) ثم قال هنا (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) مع أن الحال مختلف في الأول الأصل المال لليتيم فينتقل من المتصرف إلى اليتيم انتقال من صاحب التصرف إلى صاحب الحق. وفي الثاني الأصل في المال أنه للرجل ولكنه في هذه الحالة إذا ثبت زواجه كأنه صار هذا المال ليس حقًا له فينتقل منه إلى صاحب الحق وهو المرأة ولذلك قال (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة). (فإن طبن لكم عن شيء منه) لاحظ قدم الضمير (لكم) لأنه هو المقصود بالخطاب (عن شيء منه) هل (منه) للتبعيض أو للجنس؟ طبعًا لو قلنا للتبعيض سيكون فإن طبن لكم عن شيء من المال، بعض المال وإن قيل للجنس يمكن أن يشتمل الجميع فإن طبن لكم عن جميعه فإذا فكأن المعنى إن طابت نفسها عن شيء عن بعضه أو عن كله جاز لها ذلك لأن هذا حق لها فيجوز لها أن تطيب نفسها ببعضه أو أن تطيب نفسها به كله بمعنى أن قوله (فإن طبن لكم عن شيء منه) فبأي شيء منه كان قل أو كثر حتى أنه يصل إلى حد كمال المال فقال (فكلوه هنيئًا مريئًا) أنا فقط قصدت أن ننتبه دلالة (منه) ودلالة (آتوا).

د. عبد الرحمن:ألا يمكن أن يقال أن حمله على التبيعض أرفق بالمرأة (فإن طبن لكم عن شيء منه)

د: مساعد:وهذا هو الغالب

د. عبد الرحمن:أنك لاتوافق على أن تأخذ مالها كله ولو طابت نفسها به وإنما تأخذ شيئًا منه وتترك لها الباقي.

د. الخضيري: في قوله (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) بعد ماذكر ايتاء الولي اليتامى (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)) أولًا دعونا نتحدث عن السفهيه من هو؟ أبا عبد الله

د. عبد الرحمن: طبعًا السفه في اللغة العربية هو الخفة لذلك يقولون إذا حركت الرياح أعالي الأشجار قالوا: تسفّهت الأشجار لأنها خفيفة فحرّكتها الرياح. الرجل السفيه خفيف العقل والثوب السفيه يعني الثوب الخفيف ولذلك عندما قال الله: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ) قال السفهاء لأنهم سفهاء عقول خفاف عقول هذا هو السفه. فعندما ترى الرجل لايحسن التصرف يقال هذا رجل سفيه خفيف العقل كأن الرجل العاقل يقال له رزين رازن لأن تصرفاته تدل على ثقله ورزانته. فقوله سبحانه (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) الحقيقة هذه الآية يدخل فيها السفهاء من اليتامى ويدخل فيها السفهاء من النساء والسفهاء من الزوجات ولاحظ أنه عقّب بها بالحديث عن اليتامى والحديث عن اليتيمات والحديث عن الزوجات النساء ثم جاء وقال (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ)) فيدخل فيها كل من اتصف بهذه الصفة أنك لاتؤتي المال وتمكّن من المال من كان يتصف بهذه الصفة سواء كان من الأيتام الذين تحت ولايتك أو من اليتيمات أو من الزوجات أو من الأبناء أو من البنات يعني تعولهم فإن الله سبحانه وتعالى نهى أن يؤتى هؤلاء هذه الأموال لتبذيرها والعبث بها.

د. الخضيري: طيب تأكيدًا لهذا المعنى لعلنا نعود إليه في حلقة قادمة إن شاء الله تعالى ونحوم حوله بشكل أكبر. الحقيقة الحديث معكما لا يمل، مع كتاب الله فيه من العبر ومن العظات الشيء الكثير ونحن نتحدث تبدو لنا أشياء كثيرة نسأل الله أن ينفعنا بكتابه وأن يجعلنا من أهل القرآن الذبن هم أهل الله وخاصته.مشاهدينا الكرام تختم بهذا حلقتنا ونقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 4 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[05 Oct 2010, 07:40 م]ـ

الحلقة الخامسة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير