تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام تحدثنا في المجلس الرابع الماضي من مجالس تفسير سورة النساء حول قول الله عز وجل (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً {4}) ثم قال الله عز وجل بعدها (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) وفي هذه الآية كنا قد ابتدأنا حول تعريف السفه وبيان حقيقة السفيه واليوم نتم الحديث حول هذه القضية بإذن الله عز وجل ونسأل الله أن يوفقنا فيه للخير لكن بعد أن نستمع لجملة من الآيات فدعونا ننصت لها ونسأل الله أن يجعلنا من الخاشعين.

الآيات:

(وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6))

مشاهدي الكرام بعد أن استمعنا إلى هذه الآيات الكريمة نبدأ الحديث حول قول الله عز وجل (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)) قوله (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ) بينا فيما سبق حقيقة السفيه وأنه الذي لايحسن التصرف في الجملة وسواء كان هذا من الرجال الذين يوصفون بالسفه وهذا الوصف حقيقة فيهم أو من الأطفال اليتامى الذين تقدم ذكرهم في الآية أو من النساء وقد حمل كثير من السلف السفه وفسروا السفهاء على النساء منهم ابن عباس وليس هذا لأن السفه مقصور عليهم ولكن لبيان أنه كثير فيهم وأن كثيرًا من النساء لا تحسن التصرف في المال وتصرفه في غير الأمور المهمة ولاتجعله في الأمور التى لا تقوم الحياة إلا بها، فتجد المرأة تبدل في الملابس وتغيّر في المجوهرات وفي أشياء كثيرة ليست هي من أساسيات الحياة، فيذهب المال من بين يديها ولعل والله أعلم الإحصائيات تحكي هذا وبكل قوة. أنا قرأت مرة إحصائية إنه 61% من القوى العاملة في العالم هي من النساء و 1% من مدخرات الموجودة في العالم هي من ملك النساء مما يدلك على أن النساء لا يحسنّ التصرف في المال ولا يبقين منه شيئًا ولذلك إذا وقع في أيديهن مايحسن أن يحافظن عليه ويبقينه للمهمات

د. الشهري: هذا طبعًا غالبًا وإلا فيهن ممن يحسن التصرف.

د. الخضيري: هذا غالبًا وإلا منهن من هو خير من كثير من الرجال ولكن ينبغي للزوج وينبغي للأب وينبغي للأخ وينبغي ممن ولاه عز وجل أمر امرأة أن يتبين فيها هذا فإن كانت تحسن التصرف أباح لها التصرف في مالها وأن تقوم عليه كما تشتهي وتحب وإن كانت ليست بذاك فليأخذ على يدها كما أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية.

د. عبد الرحمن: طبعًا تلاحظ سبحان الله تعالى في هذه الآية تحميل المجتمع مسؤولية المحافظة على المال بصفة عامة في قوله (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً) ففيها أول شيء تحميل المسؤولية لكل من يصح منه الخطاب سواء كان وليًا ليتيم أو وليًا لنساء زوجة أو غيرها أو كان خطابًا لمن لديه أبناء كبار ولو كانوا كبارًا في السن تحميل المسؤولية لأنه أضاف المال له فقال (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ) فالوصف أو الإضافة هنا أنها من باب تحميل المسؤولية لك يعني هذا المال مالك ولايصح لك أن تؤتي السفهاء الذين هذه صفتهم عندما قلنا أن السفه هو الخفة والتى تظهر في عدم حسن التصرف للمال وإساءة حسن التصرف في المال قد تظهر من الصغير وتظهر من اليتيم وتظهر من المرأة وقد تظهر من الكبير الذي لايُحسن التصرف. فبعض

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير