(َكلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ) يمكن تكون لقصة عبس أو الآيات (فَمَن شَاء ذَكَرَهُ) أي ذكر القرآن وإنما عبر بالضمير المذكر وهو أشمل هنا لأن الضمير المؤنث إن رجع إلى الآيات أو رجع إلى قصة عبس فهي جزء منه فابتدأ بالجزء وختم بالكل. فهذا أمره كثير جدًا ولهذا نحن الآن نلاحظ أنه قال (فارزقوهم فيها) وفي الآية الأخرى قال (منه) فخالف بين الجار والمجرور وعود الضمير إليه فهنا (فيها) دل على أنهم كأنهم هم في هذا المال لاينقطع عنهم بخلاف (منه) يقتطع من هذا المال وليس لهم علاقة به أبدًا أما ما دام فيها فما زال لهم ارتباط بهذا المال.
د. الخضيري: جميل، دكتور عبد الرحمن لو سمحت لما عرّفت السفيه وقلت هو غير الرشيد قد يفهم كثير من الإخوة المشاهدين بأنه الإنسان الذي يشتري الشيء الرخيص بثمن غالِ مثلًا وما يعطي الأشياء قدرها ولا يحسن المماكسة ويبذل المال الكثير في أشياء مثلًا تافهة الفقهاء ذكروا شيئًا غريبًا جدًا أنا أخشى لو ذكرناه أن ينبهر كثير من المشاهدين من موضوع السفه، من ينفق المال في معصية الله عدّه كثير من الفقهاء أنه من السفهاء.
د. الشهري: لاشك، والسفاهة تظهر فيه أكثر مما تظهر في ما نسميه الغبن في البيع يعني كونك تشتري شيئًا بثمن غالٍ جدًا أنا أعتبره ظهور السفه أقل من ظهوره في رجل يبذل أمواله في معصية الله وينفقها في معصية الله
د. الخضيري: لاشك لكن هل يمكن تطبيق هذا في الواقع؟ الواقع إنه أكثر الناس ونحن نقول هذا والله ولا نتمنى للناس إلا الخير
د. مساعد: بارك الله فيك، لكن الحرص عليهم!
د. الخضيري: إي والله أنهم يبذلون أموالهم في معصية الله واحد يشتري أشياء للغناء والعياذ بالله للفواحش وكذا ولايمنعه أحد من التصرف في ماله لو كان الحقيقة أولياء الأمور يجعلون على مثل هؤلاء من يقوم عليهم متى رأوا منهم إسرافًا في شراء أو بذل المال في مثل هذه المعاصي بالمال أن يؤخذ على يده وأن يحجر عليه. المهم أن الفقهاء نصوا على أن من صرف ماله في معصية الله دخل في السفاهة.
د. عبد الرحمن: أنت تتحدث عن معناها الذي تدخل فيه ثم تطبيق هذا شأن آخر. لكن إيراد هذه الآية ضمن الحديث عن اليتامى لأن أكثر المفسرين عندما يأتون إلى الحديث عن السفهاء ينصون إلى اليتيم الذي لا يحسن التصرف في ماله وأنه لا يرتفع عنه هذا الوصف ووصف اليتم إلا إذا تأكدت من أنه يحسن تصريف المال
د. مساعد: وهو يرتفع عنه وصف اليتم لكن لايرتفع عنه وصف السفه
د. عبد الرحمن: فأقصد أنه يبقى وصف السفه عليه ما دام لا يحسن التصرف ما دام أنه كبر.
د. مساعد: فلذلك قال (فإن آنستم منهم)
د. عبد الرحمن: (رشدًا) المفسرون دائمًا يركزون على اليتيم عند الحديث عن هذه الآية في حين أن يدخل فيها كما قلنا النساء واليتامى وغيرهم يدخلون في وصف السفه والعموم فيها واضح وأنه منهي للرجل أن يعطي ماله أو يُمكّن من ماله السفهاء سواء كانت من زوجة أو من أبناء أو من بنات أنه لا يجوز أن يمكن هؤلاء إذا كانوا يتصرفون فيه تصرف سفيه من المال وأيضًا قال (وارزقوهم فيها واكسوهم) ليست مقصورة ـ فيما يبدو لي ـ على اليتيم أنه أمر للولي بأن يستصلح أمر اليتيم ويثمره له ويعطيه فيه كما تكلَّمت وإنما حتى الأبناء فإنك تنفق عليهم بإحسان وتعطيهم بإحسان ولكن تطلق أيديهم في مالك فيتصرفون به تصرفًا غير لائق.
د. الخضيري: في قول الله ـ عز وجل ـ يمكن أبو عبد الملك أشار إليها نريد أن نقف عندها (التى جعل الله لكم قيامًا) ألا ترون أن هذا فيه رفع من قدر المال وأهميته في بناء الحياة وفي إنشاء المشاريع وفي عز الأمة وفي إغناء الإنسان عن السؤال وغير ذلك؟! وأن مشكلة كثير من الناس أنه لايقدُر هذا المال قدره فتجده مثلًا في الصيف نحن الآن في الصيف تكلفه سفرة واحدة مثلًا تكلفه مائة ألف ريال!، لماذا مائة ألف نقول له أنت كم راتبك؟ يقول خمسة آلاف أو أربعة آلاف ريال يعني ضعف راتبه قرابة عشرين مرة!
د. مساعد: من أين أتى به؟!
¥