تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: إما جاءت من حرام أو أنه والعياذ بالله استدان وهذا ما يفعله كثير من الناس يستدينون رحلة مدتها أسبوع أو أسبوعين تذاكر طيران وفنادق فخمة وأكلات وملابس وشرب وفي النهاية انتهت الأموال ولم يبنِ بها بيتًا ولم يبق لأولاده الصغار شيئًا ولم يدخر للزمن المقبل، ما يدري الإنسان عن تقلبات الزمن. فقوله (جعل الله لكم قيامًا) يدل على شرف المال وأن الناس يجب عليهم أن يُراعوا نعمة الله عليهم في المال وأن لا يبذلوه إلا في موضعه ولذلك يقولون (ما عال من اقتصد) كيف؟ من اقتصد يعني من درس كيف يضع المال كيف يوفره كيف يسوسه.

د. عبد الرحمن: هذا النوع لا يفتقر

د. الخضيري: أبدًا، والواقع يدل على ذلك. أضرب على ذلك مثال بعض الجنسيات الآن في بلادنا معروفة وأنا ما أحب أن أذكرها تجد الواحد منهم راتبه ألفين ريال مع ذلك لا يسأل! عنده سيارة وعنده شقة وعنده من المتاع يعني إذارأيت إلى لباسه وإلى أثاثه يعني ما تميزه كثيرًا عن سائر الناس مع أن المبلغ الذي يستلمه من عمله زهيد! من أبنائنا نحن في بلادنا من يستلم خمسة آلاف ومع ذلك ما ينتهي نصف الشهر ومعه من ماله شيء كيف يا أخي هذا الأمر؟! إلا للدلالة على أنه لايملك حسن التصرف في المال ولا عنده أي رشد ليصرف هذا المال، لماذا؟ فاتورة الجوال ألف وخمسمائة ريال، طيب بالله عليك هذا يبني مجدًا لنفسه وأبنائه؟ ّ! يبقى طول عمره في ايجارات يبقى طول عمره مسكين ما استطاع يبني نفسه.

د. الشهري: والله سبحان الله مظاهر السفه في حياتنا اليوم كثيرة.

د. الخضيري: خصوصًا مع الرفاهية التى حصلت اليوم يعني لسهولة الحصول على المال.

د. الشهري: بالضبط، تلاحظ الآن معظم الناس الآن يحرص على شراء أجهزة الجوال الحديثة

د. الخضيري: مع أنه لا يستفيد من كثير من خدماتها!!!

د. مساعد: أنا ألاحظ، نعم تجد أنه يملك جهاز جوال تجد أن أسعارها في الألفين وراتبه أنا أعرف أنه لايتجاوز الألفين أو الثلاث أو الأربع والخمس آلاف!

د. الخضيري: كيف هذا يكون؟!

د. عبد الرحمن: كيف يكون هذا؟ لماذا هذه المبالغة والمباهاة يجاري الأغنياء وأصحاب الدخل المرتفع يجاريهم في أكلاتهم في عاداتهم وفي لباسهم وفي أجهزتهم وهذا أنا أعتبر أنه من السفه أليس كذلك؟!

د. الخضيري: بلى.

د. عبد الرحمن: حتى فيما ذكرت قبل قليل وأنا عجبت وسمعت فيما سمعت حتى تيقنت من مثل هذه الأشياء من يستدين ويأخذ قرضًا من البنك من أجل أن يسافر في الإجازات!! يأخذ خمسين ألف أو ستين ألف ويسددها في سنتين أو ثلاث من أجل ماذا؟ قال: والله يروح يتمشى! ويستمتع! ما هذا؟!! أنا ما اقتنعت بمثل هذا الأفكار وهي أشبه ما تكون بالدخول تحت هذه الصفة وهي صفة السفه.

د. الخضيري: قوله (الذي جعل الله لكم قيامًا) ينبغي لنا أن نراعيها، النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال. (إضاعة المال) يعني أن يأتيك الله مالًا يمتحنك الله به فتذهب وتبذله في غير وجهه ..

د. عبد الرحمن: ليس المقصود به فقدانه وإنما أن تنفقه في غير وجهه.

د. الخضيري: نعم، وشراء أشياء تجاري بها الناس وتحاول أن تصرف بها وجوههم أو تقلد بها من وسع الله عز وجل عليه، يا أخي أنت مُدّ رجلك ـ كما يقولون ـ على قد لحافك!

د. مساعد: في قوله (وقولوا لهم قولًا معروفًا) هذه فيها إشارة إلى أنه قد يصدر من السفيه ما يزعجك أيها القيّم على المال.

د. الشهري:قطعًا سيصدر!

د. الطيار: صحيح، ولهذا سبحان الله.

د. الخضيري: يا بخيل، أنت ضيقت علي ّ!

د. الطيار: أنت ضيقت عليَّ، أنت لم تعطنِ مالي، أنت لم تفعل!، فسبحان الله كيف يأتي هذا الأمر للقائم إشارة إلى أن هناك شيئًا سيحصل لكن هذا الأسلوب القرآني قد يقول قائل ما علاقة (ولاتؤتوا السفهاء أموالهم) و (وقولوا لهم قولًا معروفًا)؟

د. الخضيري: يعني إذا رددتموهم عن أموالهم التى بين أيديكم فتلطفوا في القول لماذا؟

د. مساعد: لأنه قد يحصل منهم ما يسوؤكم.

د. الشهري: مائة في المائة سيحصل

د. الخضيري: هذا واحد يا أبو عبد الملك أيضًا ثانيًا من أجل أن تدرؤا ما بأنفسهم

د. مساعد: هذا جيد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير