تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد: ما شاء الله أنا قلت حدسًا لأني توقعت أكثر

د. عبد الرحمن: لكن لاحظ أنه يقول (ولاتأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا) بعض الأولياء يريد أنه يُنهي الأموال قبل أن يكبر اليتيم يحاول أن يستعجل وصرفها وتبذيرها في غير وجوهها قال الله (إسرافًا وبدارًا أن يكبروا) يعني تبادرون في إنهاء الأموال والتصرف فيها قبل أن يكبروا ويأخذوا حقهم:

د. الخضيري: طبعًا هنا صفتان:

1ـ أن تؤكل على وجه الإسراف فيتوسع في المال وفي الصرف من أجل أن ينفيه وأن ينتفع هو به بناءًا على جواز مخالطة مال اليتيم لمال؟

2ـ والثاني: قد لايكون على وجه الإسراف لكن يبادر به قبل أن يكبر اليتيم ويأخذ ماله فهو يبادر به

د. مساعد: ويعطي اليتيم ماله

د. الخضيري: لا، يبادر به بمعنى يأكله مبادرة ولو لم يكن على وجه الإسراف النهي عن الخصلتين لا يعني أنه لا بد أن يجتمع (إسرافًا وبدارًا) (إسرافًا) على حدة (وبدارًا) منكم قبل أن يكبروا ثم ذكر بعد ذلك أنه من كان غنيًا فليستعفف وهذه الحقيقة إرشاد أن من أغناه الله تعالى من أولياء اليتامى أن لا يأخذ أجرة على توليه لمال اليتيم وأن لايتوسع في مال اليتيم بل (فليسعفف) إن أجره إلا على الله وغناه من عند الله تعالى ومن كان فقيرًا فليأكل بالمعروف. طبعًا ذكر العلماء أن أكلهم بالمعروف يكون على قدر الأجرة المعروفة عند الناس يعني في كم يتولى رجل مال يتيم يعني على حسب المال كثرته أو على حسب الوقت الذي يصرف في هذا المال.

د. مساعد. لاحظ طبعًا قوله (قول معروف) وهنا قال (بالمعروف) التعبير بالأكل كثير في هذه الصفحة (فليأكل) (لاتأكلوا) (كلوا) (كل)

د. الخضيري:ويأتي بعدها قوله (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا) مما يدل فعلًا على أن التعبير عن الأكل في الأخذ والتصرف يعني فيه إشارة إلى أخص أنواع الاستخدام.

د. مساعد: أنا أردت أن أنبه إلى ما نسميه بعلم الوجوه والنظائر

د. الخضيري: وهو أن المعروف يأتي بوجوه متعددة

د. مساعد، نعم، (قولًا معروفًا) غير (أكلًا معروفًا) و (أكل بالمعروف)

د. الخضيري: قوله (ومن كان غنيًا فليستعفف) الحقيقة فيها إشارة إلى أن من أراد أن يصنع للناس معروفًا وقد أغناه الله سبحانه وتعالى فعليه أن يكمل هذا المعروف بأن يستعف عن تلك الأموال وعن تلك ..

د. مساعد: مع أنه يجوز له الأخذ

د. الخضيري: مع أنه يجوز له الأخذ لو رغب في ذلك لكن ليرغب فيما هو أعظم عند الله وأجزل.قال (فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم) انظر ما تركت الآية جانبًا من جوانب التوثيق أو أي جهة من جهاتها إلا وقد أحكمتها متى يعطى اليتيم؟ في أي سن؟ بعد أي اختبار؟ من هو الذي يؤنس منه الرشد؟ ثم ماذا لك من الحق؟ وماذا عليك؟ بذل المال وكيف يأخذ الإنسان لو كان فقيرًا وكم يعطي وماذا يدفع؟ وماذا ينقص؟ إسرافًا وبدارًا أن يكبروا كفى بالله حسيبًا إن كنتم تحسبون وتدققون فالله عز وجل أشد منكم وأعظم.

د. مساعد. و (حسيبًا) بمعنى كافيًا

د. الخضيري: ممكن هذا أيضًا.

د. مساعد: يعني تصلح أن تكون للمتصرف في مال اليتيم أن لا يُظلم يعني إذا أشهدت عليه وخشيت الظلم فكفى بالله حسيبًا لك وكافيًا لك.

د. الخضيري: نعم، الحقيقة الكلام حول هذه الآية عظيم جدًا ونسأل الله أن يفقهنا فيها وفي سائر كتابه الكريم.

مشاهدينا الكرام بهذا نصل نحن وإياكم إلى نهاية حلقتنا هذه شاكرين لكم حسن الاستماع والإصغاء وللمشايخ ما تفضلوا به من العلم النافع نسأل الله أن يجزيهم خيرالجزاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بُثّت الحلقة بتاريخ 5 رمضان 1431 هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Oct 2010, 07:14 ص]ـ

بمساعدة الأخت الفاضلة يسرا السعيد التي لا تتردد بالمساعدة حينما أطلبها فجزاها الله خيرا تم تنقيح الحلقة السادسة وهذا نصّها:

الحلقة السادسة

تأملات في سورة النساء – الآيات (7 - 9)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير