تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الطيَّار: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. نحن في صيف واحد وثلاثين وأربعمائة وألف، في قاعة الجنادرية من قرية الأربوعة في تَنومة، نرحب بكم أيّها الاخوة المشاهدون والأخوات، أهلًا. وقبل أن نبتدئ هذا اللِّقاء مع الأخوين الكريمين الدكتور عبدالرحمن الشِّهري، والدكتور محمد الخضيري، لعلَّنا نستمع للآيات ثمّ نعود لتفسيرها بإذن الله.

قراءة للشِّيخ محمد عبدالكريم من سورة النّساء آية (7 - 9)

(لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا (9))

د. الطيَّار: وقفنا عند قول الله سبحانه وتعالى (للرِّجال نصيبٌ ممَّا ترك الوالدن والأقربون)، ولعلَّنا نبتدئ هذا المقطع ونأخذ ما يتعلَّق بهذه الآية الكريمة، فإذا كانَ عند أحد الأخوين تعليق في هذه الآية فلا بأس.

د. الخضيري: طبعاً هذه الآية جاءت للرَّد على أهل الجاهلية، في كونِهم كانُوا يُؤثرون الرِّجال بالميراث دون النِّساء، ويقولون كيف نوِّرث من لا يذود عن العشيرة ومن نصره بُُكاء يقصدون بذلك المرأة والأطفال والصِّغار. فكانت أموالهم تُؤكل ولا يأخذون من حقِّهم شيئاً فجاءت الآية مؤكِّدة لحقوقهم بطريقة عجيبة قال " للرِّجال نصيبٌ ممّا ترك الوالدان والأقربون وللنِّساء نصيبٌ ممّا ترك الوالدن والأقربون ممَّا قلَّ منه أو كَثُر " لاحظ، فما قال للرِّجال والنِّساء هذا أولاً، وإنّما أفردهم ليُعلم أنّ لهم حقّاً خاصًّا ثم أيضاً لمّا ذكرهم قال (ممَّا قلَّ منه أو كثُر) ليُبِيِّن أنّ أخذهم بالحق يستوي سواءً كان الإرث أو التركة قليلة أو كثيرة. طبعاً هذه الآية لها سبب نزول وهي قصّة سعد بن الرَّبيع لمَّا تُوفي رضي الله تعالى عنه وأرضاه وكان له بنتان، جاء عمَّهُمَا فاستولى على مالهما، فجاءت امرأته تشتكي للنبي صلى الله عليه وسلّم تقول سعد ترك ابنتين وليس لهما من يَعُولُهُما، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذا الفَرَج للنَّاس جميعاً بسبب هذه الحادثة.

د. الطَيَّار: نعم، يعني الآن إذاً التفصيل الدَّقيق في قوله للرِّجال نصيبٌ ثم قال وللنِّساء نصيبٌ للتأكيد على اختصاص كل واحدٍ من هؤلاء بحقِّه.

د. الخضيري: وهذا يَرِد في القرآن في مواطن مُناسَبَة لهذا المعنى وأحياناً لغيره، مثلاً في قول الله عزَّ وجل (يا أيُّها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيراً منهنَّ) قال العُلماء إنّما نُصَّ على سُخرية النِّساء لكثرة ما يجري بينهنَّ من الأحاديث وما يحصل في مجالسهنّ من السُّخرية إمَّا ببعضهنَّ، أو ببعض النَّاس أو غيره، فنصّ الله على كل صِنفٍ على حِدَة ليتأكد كل واحد منهما بذلك، مع دخوله في الأصل في قوم، وإن كان بعض المفسِّرين يرى أنّ كلمة قوم تَرِد إذا جاءت مع النِّساء فهي خاصّة بالرجال لقوله:

وما أدري ولستُ إخالُ أدري أقومٌ آلُ حِصنٍ أم نساءُ.

د. الشِّهري: لكن يَرُدُّ هذا قول الله تعالى (وصدَّها ما كانت تعبد من دون الله إنّها كانت من قومٍ كافرين) فأدخل بلقيس في القوم.

د. الخِضيري: نعم، قصدنا إذا ذُكرِ النِّساء في القوم، فالقوم المُراد به الرِّجال.

د. الطيَّار: الآن لو تأمَّلنا الآيات السابقة، فنُلاحظ أنّها مرتبطة بالأموال وتقسيم حقوق، طبعًا ذكر حق اليتامى ثم ذكر حقَّ المرأة في الصَّداق ثم الآن بدأ يدخل في تفصيلاتٍ أخرى.

د. الخضيري: لاحظ يا أبا عبدالملك، في المرَّات الماضيةكان حفظ مال اليتيم ماله هو.

د. الطيَّار: نعم الذي يكون هو أصلاً بسبب ميراث.

د. الخضيري: أو شيءٍ آخر، أو شيءٍ آخر كأن تكون هبة، أو صدقة،أو زكاة أعُطيت له. لكن الآن يأتي إلى حقٍّ خاص وهو حقُّه من تركة أبيه أو تركة مُوَرِّثه عامّة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير