تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيضاً لا ينسونهم من هذا. أذكر إذا كُنَّا جالسين على الطَّعام وجاء إنسان أو مرّ لازم نقسِم لَه، يقولون العامَّة لنا سابقاً أنَّ هذا يَرُدّ ما في نفسه لأنَّ النَّفس سبحان الله فيها شَرّ، وهذا الشَّر قد يصل إليك، فسبحان الله إذا أرضيت هذه النَّفس قَنِعَت، بل حتى يقولون يا أبا عبد الملك إنّه في الحيوانات أيضاً ينبغي ألا يُهمَل هذا الجانب فيها. إذا جاءت أكرمكَ الله قِطّة أو شيء من الحيوانات ووَضَع نفسه في شيء من طعامك أعطِه منه، يكون لها أنفس شريرة تنبعث وتُؤثِّر عليك.

د. الشِّهري: سبحان الله!.

د. الطيَّار: العجيب الآن مثل ما ذكرت الحقيقة، لاحظ هذِه الذَّوقِيَات بالفعل الموجودة في الإسلام، وتطبيقها بين المسلمين، مع الأسف أحياناً قد يَغفل عنها كثير ممَّن يُعايشها أو يغفل عنها كثير من المسلمين المساكين الذين قد شُغِفوا بما عند الغرب. لكن اُنظر إلى الغَربِّي الذي يُسلِم ويَهتدي، سبحان الله هذه الأمور تُؤثِّر فيه تأثيراً بالغاً، وتجد أنَّه يذكر أشياء يعني من إعجابه بما عِندك أنت تستغرب انتباهه لها، ولهذا أذكر الأخ رودريغو البرازيلي يقول من الأشياء التي كانت لَفَتت نظره أنّه لمّا عزَمه رجُلٌ كبير في السِّن كنت أنا جالسًا بجواره وابنه واقف يصُبُّ القَهوة لَنا، يقول: هذا المشهد أثَّر في نفسي، من إكرام الضَّيف، ووقوفُ الابن بهذه الطريقة ويَصُب للأب، ثمّ الأب يقول له أبداً، أعطي الضَّيف يقول كانت هذه الأشياء يقول أنا أصبحت مثل الصَّدمة الحَضارية التي دَعَا بها الغرب. وهذا الحقيقة أنا أقول أن تنمية هذه الجوانب الإيجابية وإبرازها مهم جِدّاً بالنَّسبة لنا، وعِندنا من القِيم ما ليس عندهم البَتّة.

د. الخِضيري: ولا يوجد في قوامِيسِهم، حتى أحياناً لا يتصَوَّرون وجود مثل هذا أو من يعمل به في العالم، مثل ما حُدِّثنا كثيراً، ومِنهم الطبيب المشهور عبدالله خَاطر الذِّي كان في بريطانيا وهو طبيب نفس وهو من الدُّعاة في هذا البَلد المبارك في كتاب له قَصَص مَرَّت به وهو يُداوي النّاس في بريطانيا أثناء تطبيقه وتعلِّمِهِ هناك، فيقول من ضِمن ما مرَّ به من القَصص وجد امرأة في المشفى عليها من الكآبة. قلت لها: لو كُنتِ في بلادنا لرأيتي شيئاً عَجَباً. قالت: وماذا أرى؟ قال: نحن البيت الذي فيه امرأة مِثلُكِ تكون مثل المَلِكة الجميع يُقَدِّرها يَكادُون يَلعَقُون الثَّرى التي تطأ عليه، من كَثرة احترامهم لها، وهذا شيء وَاقع ونحن نراه ولله الحمد في بيوتنا ونَلمسه ولا زال النَّاس بفضل الله إلى اليوم - نسأل الله ألاَّ يُغِّير ما بنا- يحترمون كِبار السِّن والأجداد والجدّات. وهؤلاء النِّساء اللَّواتي قَدَّمن يعتبرونهنّ بيت خبرة، تجد النّساء الصَّغيرات يَستَفِدنَ من خِبرتهنّ في أمراض الأطفال وفي أمراض النّساء وغيرها. فقال لها: نحن عندنا هذه مثل المَلِكة تماماً. قالت: أنتَ تتكلّم عن خيال، هذا لا يمكن أن يكون في عالم البشر! فَلمَّا أكَّد أنَّ هذا واقع وأنَّ هذا موجود في بيوتنا. قالت: أتمنى ألاّ تُدركِني مَنِيَّتي حتى أراه. ما أتَصوَّر أن فيه بشر عِندهم من الرِّقة والرَّحمة أن يَعطفوا على أمثالنا نحن الذِّين فقدنا أيَّ خُصوصية أو أيّ منفعة، أصبحنا كالمتاع الذي ينتفع النّاس منها. لا معنى لها وليس لها قيمة.

د. الشِّهري: لاحِظوا الآن، السُّورة الآن تَتحدَّث عن حقوق محدّدة حتى في الآية التي قبلها (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) يعني محدَّد بالرُّغم من أنّ الآية تتحدّث عن حقوق، وبعض النّاس ترى يؤمن يقول أنا إنسان رياضي 1+1=2 يأتي بالرَّغم من هذا ويقول (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا). يعني أنتَ سبحان الله العظيم ينبغي وهَذِه الحقيقة حتى فائدة إدارية، أنا أؤيدك فعلاً أنّك تكون حازم وتكون صارم ولكن أيضاً لا يذهب العَطف والرَّحمة والشَّفقة ومراعاة ظروف النَّاس ومراعاة أعذار النَّاس، يكون لها مجال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير