تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد. لا شك أن الله سبحانه وتعالى حفظ لهؤلاء الضعفاء حقوقهم وذكر هذا التهديد العظيم في هذه الآية الكريمة من أجل أن لا ستول لأحد من المسلمين نفسه في أن يعتدي على مال اليتيم ولو كان شيئا قليلا (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا) ولاحظ كف صوّر هذا المأكول بأنه يتحول مباشرة إلى نار تكتوي بها البطون التي إذا نزلت فيها النار فإن الإنسان لا يمكن أن يحيا حياة طيبة، فلو كانت النار في طرف من أطرافه لكان يتصور أن يتخلص منها لكن في بطنه كيف سيتخلص منه؟ وكأن هذا العذاب سيتوزع على جميع بدنه وأظن هذا الوعيد من أبلاغ ما يكون من الوعيد في كتاب الله عز وجل وفي التحذير والزجر من هذه الخصلة الذميمة. ولعل هذا إنما جاء لأنه كان في العرب يكثر التعدي على أموال اليتامى وقد جاء ذلك في آيات كثيرة (كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) الفجر) وما زال في الناس بسبب حبهم للمال وإيثارهم إذا رأوا الضعيف والمسكين ومن لا يستطيع أن يدافع عن حقه أو يقوم بأمره فإنهم يستاهلون بأمر ماله ونلاحظ أنه يأتي الأمر بالتقوى كثيرا لتخويف الناس من أن يجترئوا على مثل هذه الأمور قال (فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا (10)). ونكّر النار (نار) للتعظيم هي نار عظيمة هائلة نسأل الله العافية والسلامة ..

د. مساعد. في قوله (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا) هذا قيد ولا شك أنه يفهم منه أن هناك أكل ليس ظلم،

د. عبد الرحمن: في الإضافة في قوله (أموال اليتامى) فيها استدرار لعطف الأولياء لأن هؤلاء يتامى وأن هذا الوصف يستثير الشفقة من المجتمع ومن الولي وأن هذا فيه صفة تستحق العطف تستحق الرعاية والإكرام وهو أنه يتيم فقد العائل الذي يعوله ويعطف عليه وهو والده ويقولون في تعريف اليتيم من مات والده قبل البلوغ واليتيم من الحيوانات من ماتت والدته لأن العادة أن الذي يعتني بصغار الحيوانات الإناث وليس الذكور. يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا) حتى يستحضر الذي يحاول أن يظلم هؤلاء هذا المعنى وهو معنى اليتم وهو مظنة الشفقة والرعاية وأن الولي ينبغي أن يكون أكثر الناس عناية وحرصا بأموال اليتامى فإن سولت له نفسه أن يأكل هذه الأموال فقد فقد الصفة التي يستحق أنه يوكل إليه أن يرعى هؤلاء اليتامى. ثم قال (ظلما) هذا لزيادة تبشيع التعدي على أموال اليتامى وأن الذي يأكل مال اليتيم بغير حق فإنه يدخل في هذا الظلم. المعنى الآخر أن هناك أكل مال اليتيم بالحق وذلك عندما يخلط الولي ماله بمال اليتيم الذي يرعاه ويعمل فيها كلها بما يثمرها ويصلحها كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فأنت عندما تخلط مال اليتيم بمالك وأنت صادق في أن تمثّر هذا المال وترعاه كما تتعامل مع مالك تمامًا، الإنسان منا إذا تعامل مع ماله مع حرصه الشديد وتحريه لأوجه الاستثمار الجيدة قد يخسر وقد يقع في ماله شيء من التلف بسبب هذه المضاربة أو هذه التجارة ونحو ذلك في هذه الحالة لا يؤاخذ الولي إذا وقع شيء من الخسارة في مال اليتيم لأنه تحرى الأصلح وبذل وسعه لكن وقع فيما وقع لسبب من الأسباب. (ظلما) في الآية فيها إشارة أنه يجوز لولي اليتيم أن يأخذ بالمعروف

د. محمد. وقد نصّ عليها (وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ (6)) وما أشرت إليه د. مساعد في قضية الصحابة لما شدد الله عليهم هو لشدة تقواهم عزلوا أموال اليتامى حتى إنه يقول هذه لقمة اليتيم وهذا طعام اليتيم وهذا فيه إضرار لمال اليتيم بسبب عدم الخلطة فأنزل الله تعالى رفقا بهم ورحمة بهم وإكراما على تقواهم قال (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير