تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ (220) البقرة) تنوي الإصلاح ولا تدخل في ماله إلا إذا كنت تقصد أن تحسن (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (152) الأنعام). (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ (220) البقرة) لو شاء الله لألزمكم بأن تفصلوا أموال اليتامى فلا تأخذوا ولا تنتفعوا منها بشيء وللزمكم ذلك لكن الله عز وجل رحمنا.

د. مساعد. من لطائف الآية في قوله (فِي بُطُونِهِمْ) والمعروف أن الأكل لا يكون إلا في البطن وهذا يسميه العلماء صفة كاشفة لزيادة التأكيد والمبالغة في هذا المعنى أنه أكلٌ يتجه إلى البطن لا غيره مع أنه معلوم أن الأكل يتجه إلى البطن أصلًا

د. محمد. وقد يكون فيها معنى التحذير وهو أنه إذا أكلت في بطنك وذهب إلى جوفك وانتفع منه سائر بدنك فاعلم أن الخطر عليك عظيم، لو كان المتسفيد منه ظاهر جسمك مثل الثوب قلت الذي يستفيد الجلد تستر به العورة لكن في البطن لا مناص ولا محيص قد دخل في جزء مهم منك وأثره سيكون على باقي جسدك.

د. مساعد. وبعض العلماء أيضًا كما سبق أن طرحنا في قوله (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى) عبّر بأكل المال وهنا قال (فِي بُطُونِهِمْ) أنه لما عبّر أن المال يؤكل لما نزلت الآية أغلب ما كان ينتفع به من مال اليتيم هو المأكول. وننتبه إلى قضية وهي مسألة أن كثير من الناس حينما يأتي إلى مثل هذه الآيات قد يقول يمكن أن بنتفع بمال اليتيم في غير الأكل ويكون أكثر لكن الأغلب في سائر الأوقات والأزمان نحن الآن نحصر أحيانا بعض القضايا بزمننا الذي يعتبر نوعا من الاستثناء وإلا فالناس عاشوا ألوف السنوات على نمط واحد من الحياة لا يكاد يختلف. لما جاء القرآن ونزل على العرب وكانوا كلهم ومن يعيش حولهم على نفس الشاكلة أما نحن الآن في هذا العصر تغيرت أشياء وقد لا ندرك لماذا قال القرآن هذا الكلام لأننا لا نتصوره وقت نزوله بما عندنا من الحضارات فيقع مثل هذا الإشكال ولهذا نقول إن هذا لا يزال حتى اليوم لو نظرت إلى كثير من العالمين المأكول هو الأصل ومع ذلك فالانتفاعات الأخرى تكون في الغالب تبعًا له وليست أصلًا.

د. عبد الرحمن: بعدما تدرجت سورة النساء أولًا جاء الحديث عن اليتامى ثم عن اليتيمات ثم جاء الحديث عن الزوجات والصداق والحقوق ثم جاء الحديث عن اليتامى مرة أخرى الآن تلاحظون يتحدث عن القسمة وعن حضور اليتامى والمساكين وأولي القربى ينتقل الآن للحديث عن الأولاد وكأنها والله أعلم راعت تشوّف عناية الإنسان بأولاده الآن عندما توصي الإنسان باليتامى الذين تحت يده هؤلاء ليس أولاده وإنما هو ولي عليهم فجاءت الآن الإشارة إلى أولادك أنت كما أن الله أوصاك باليتامى الذين تتولى أمورهم إما أن يكونوا أبناء لأخيك أو أبناء لأختك أو من يكونون يتامى أنت تتولاهم الله سبحانه وتعالى هنا يأتي لكي يوصي بالأبناء. وهذه الآيات تعيدنا للآيات التي وردت في بر الوالدين، في عدة آيات في القرآن جاء الأمر ببر الوالدين (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) الإسراء) (لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (83) البقرة) والآيات التي وردت في بر الوالدين بعض الناس يقول أن الله سبحانه وتعالى قد أمر ببر الوالدين ولم يأمر ببر الأبناء لأن الله سبحانه وتعالى يعلم أن الأبناء قد يستغنوا عن آبائهم ويعقّوهم ويتركوهم في حين أن الفطرة والعاطفة التي في الأبوين لا تسمح لهم أن لا يبروا بالأبناء ولا يعتنوا بهم. لكن القرآن الكريم أوصى الأبناء بالآباء وأوصى الآباء بالأبناء وفي هذه الآية وصية واضحة للآباء بالأبناء فقال الله (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ) مما يشير إلى إشارة مهمة وهو أن الله سبحانه وتعالى أرحم بالإنسان من والديه حتى أنه من شدة عنايته بك أنه أوصى والديك بك وأن يعطوك حقك.

د. محمد. وهذا سبحان الله في قمة الرعاية وأن الله أرحم بنا من أنفسنا ومن آبائنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير