تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. عبد الرحمن: حتى تدخّل عند الوالد وعند الوالدة وقال (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) فهذه وصية عظيمة. وهذه الآية تأتي كأول آية من آيات المواريث في سورة النساء التي تقسم التركة تقسيمًا تامًا أصحاب الفرائض. والفرائض عندنا في الفقه الإسلامي مبنية على ثلاث آيات اشتملت على كل أحكام الفرائض

د. محمد. ما ترك الله تعالى قسمة للمواريث للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما قسمها هو بنفسه لعلمه أنها محل النزاع والخصومة والخلاف وأن الناس قد تغيب عنهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ذكرت بنص القرآن الذي سيحفظه الله لعباده ولا يختلفون فيه.

د. مساعد. تتمة لما ذكره د. عبد الرحمن قبل قليل لو أردنا أن نأخذ الآن كنظرة موضوعية لما قال (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ (1)) عندنا الآن الأرحام أقسام لكن مع بداية الآيات كان حديثًا مفصلًا عن اليتيم وعن رعاية اليتيم وعن حق اليتيم آية بعد آية ولما انتهى منه وقرره إنتقل إلى الأبناء فهذا ملحظ مهم جدا فننتبه إلى ما قدّمه القرآن وأخّره وأن المقدم هنا إنما قدم للعناية به وقدم أمر النساء للعناية به ثم جاء التفصيل (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) فبدأت الآن آية الموارث وقسم التركات.

د. محمد. هناك منهج قرآني عجيب وهو أن الله عز وجل يذكر الشيء إجمالًا ثم يفصله (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ (7)) أين هو النصيب؟ الناس تشوفت لمعرفة ما هو هذا النصيب؟ كيف سيكون؟ الناس تشوفت لمعرفة هذا النصيب كيف سينزل في آيات أو حديث أو أحاديث قدسية أو سيكون في جدول حسابي؟ فجاء التفصيل أيضًا في غاية الرقة والرعاية والرأفة بالعباد كأن الله تعالى يقول لعباده لا تخافوا أنا أرفق بكم من أنفسكم والرزق كله من عندي وأيضًا أستوصي بكم خيرًا يقول (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ) ثم يذكر هذه الوصية.

د. مساعد. هذا وجه كما ذكرت ووذكرنا وجهًا آخر أيضًا وجه لارتباط هذه الآية بما قبلها ذكر بعض العلماء أنه لما فصل في حال اليتيم كأن سأئل يسأل من أين يأتي هذا اليتيم بالمال؟ فأشار إلى أهم مورد وهو الميراث وهذا غالبًا ما يأتي من الميراث فيحتاج أن يُرعى كما ذكر تعالى في بداية هذه السورة.

د. محمد. النظرة الموضوعية لآيات المواريث ينبغي أن نقولها للمشاهدين لأنها مهمة، قد يقرأون هذه الآيات فيظنون أن المواريث وُضع فيها حق كل واحد منفردًا دون النظر إلى تقسيمات كلية لهم. من يقرأ الآية الأولى يعلم أنها في الأصول والفروع أصول الإنسان أي من خرجت منهم من تسلسلت منهم الوالدان ومن علاهما والفروع وهم الأبناء وأبناء الأبناء ومن دونهم. ثم جاءت الآية الثانية في حواشي الإنسان في الأزواج والإخوة لأم لكنهم حواشي يرثون بالفرض، فالزوج مع زوجته والزوجة ليست أصلًا ولا فرعًا وكذلك الزوج ليس أصلًا للزوجة ولا فرعًا منها فهو شيء آخر ملحق فجاء ميراثه وميراث الإخوة لأم في آية واحدة، لماذا جُمع بينهم؟ لأن الإخوة ميراثهم بالفرض والزوج ميراثه بالفرض والزوجة ميراثها بالفرض، ما معنى ميراثه بالفرض؟ يعني لهم نصيب مقدّر مقنن واضح، نصف ربع ثمن ثلث سدس هذا المقصود بأصحاب الفروض. بقي من يرثون بالتأصيل من حواشيك، انتهينا من الذين يرثون بالأصل في الآية الأولى ومن الذين يرثون بالحواشي الذين يرثون بالفرض في الآية الثانية، بقي الحواشي الذين يرثون بالتعصيب يعني بغير تقدير ذكروا في آخر آية من سورة النساء (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)) فهذه نظرة إجمالية حول هذه الآية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير