تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد. لما قال سبحانه وتعالى (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (11)) هذه القاعدة العامة ولكن يجهل بعض الناس أن هذه القاعدة العامة ليست في قسمة المواريث كلها وهناك تفصيلات أخرى، قد يكون أحيانًا نصيب المرأة أكثر من نصيب الرجل ولهذا من القصور حينما نقدّم مال المرأة في الاسلام وكيف المرأة تصل إلى هذا المال وما هي حقوقها فيه بعض الناس لا يلتفت إلا لهذه البداية (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) ويجهل أو يغفل أو يتغافل عن أنه قد ترث المرأة أكثر من الرجل في بعض الأحيان. فالمسألة ليست كذلك وإنما هي تأخذ في أحوال معينة وليست في جميع الأحوال أنه للذكر مثل حظ الانثيين.

د. محمد. مع العلم أن قاعدة الفرائض في الإجمال أنه متى كان الذكر والأنثى من جنس واحد مثل الأبناء والبنات أو الإخوة والأخوات إذا كانوا شقائق أو لأب الأصل في هذه الأحوال إذا استوت الأجناس أن للذكر مثل حظ الإنثيين لكنها ليس قاعدة مضطردة في كل مسألة من مسائل الفرائض

د. مساعد. وفيما لو أوصى بمال لأولاده؟ ترجع القاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين، أوصى وصية مطلقة أن هذا المال لأولادي

د. محمد. يأتي سؤال هنا بعض الناس يقول إن قوله (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) فيها تطمين لو قال (للأنثى نصف ما للذكر) والعادة جارية في كلام العرب أن البلاغة في الاختصار وليس هذا في كل مكان ولكن البلاغة مراعاة المقام، شيخنا إبن عثيمين أجاب عن هذا إجابة أعجبتني جدًا فقال (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) قال (حظّ) جعل للأنثى حظ والحظ زيادة ودرجة بينما لو قال للأنثى نصف ما للذكر جعل لها نقصًا والمال الذي يأتي المرأة في الميراث هو في الحقيقة حظ بخلاف المال الذي يأتي للرجل، لماذا؟ لأن الرجل يقال له تفضل لتنفق على أختك، لتنفق على أمك وتدفع مهرًأ وتنفق على أولادك كأنه هو بالنسبة للمرأة حظ تام لأنها لا تنفق منه، لا تدفع مهرا ولا تنفق على زوج ولا على ولد ولا تُلزم بأي شيء مما يلزم به الرجل من النفقات ودفع الأموال فجعله الله حظًا فلما كان المراد الإشعار بالحظ آثر أن يقول (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ)

د. مساعد. هذا جميل. كنت سأسألك عن فائدة كلمة (حظ) فجئت بها. حينما نقف هذه الوقفات على ما يقوله العلماء في بعض هذه الألفاظ نشحذ همم السامعين إلى أن يتنبهوا لمواقع هذه الألفاظ من الآيات وأن اللفظة تأتي في مكانها المناسب لها وإلا كما ذكر لفظة (حظّ) لفظة محبوبة فلما كانت في الأنثى نبّه على أنه حظ كامل لها ولكن لم يذكره للرجل لأجل أن الرجل تكاليفه وما يُطلب منه أكثر ما يطلب من المرأة.

لما قال (للذكر مثل حظ الانثيين) هنا كما قلنا قاعدة عامة في موضوع التركات.

د. محمد. قبل ذلك أنا استمعت لأحد الباحثين جزاه الله خيرًأ وقرأت له كتابًا في هذا الموضوع يثبت ردًا على من يقولون أن الإسلام ظلم المرأة فأثبت أنه في قرابة أربع وعشرين حالة في الفرائض تأخذ المرأة فيها إما أكثر من الرجل وإما مثل الرجل، أحصاها 24 حالة وقال إن الحالات التي يأخذ فيها الرجل ضعف ما تأخذه المرأة حالات معدودة لا تتجاوز ثمان حالات. وأريد أن أنبّه إلى أمر أن هذه الحالات الثمان هي تمثل 99% من حالات الفرائض المعهودة، يعني الأصل أن الرجل يموت عنده إبن وبنت هذا الغالب على من يحصل له وفاة، الحالات التي ذكرها هذا الباحث جزاه الله خيرًا هي بالفعل صحيحة ما افترى ولا كذب ولا أخطأ فيما قال ولكن غالبها مسائل نادرة وقليلة الوقوع لذلك نحن نقول وإن كان الأغلب مما يقع في الواقع أن يكون للذكر مثل حظ الأنثيين وهذا حق والله عز وجل أعلم بل قال (آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ (11)) فهو سبحانه وتعالى أعلم بعباده وبما يصلحهم وعلينا أن نسلّم ولا يغرنا هذه الموجة التي تديرها الحركات النسوية في العالم ومؤتمرات المرأة وغيرها مساواة الرجل بالمرأة الذي يسمونهم الجندريون ويقولون أنه لا يوجد فرق أبدًا بين الذكر والأنثى وأن كل هذه الفروق مدعاة وغير صحيحة وهؤلاء يخالفون الطبيعة والفطرة والعقل وكل شيء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير